مخاطر الألعاب الإلكترونية العنيفة وتأثيرها على الأطفال في العراق
بغداد اليوم – بغداد
أصدر المركز الاستراتيجي لحقوق الإنسان، اليوم السبت (1 تشرين الثاني 2025)، تحذيرًا خطيرًا بشأن تزايد مخاطر الألعاب الإلكترونية العنيفة مثل (بوبجي PUBG، روبلوكس Roblox، فري فاير Free Fire، كول أوف ديوتي Call of Duty، وجي تي أي GTA)، وغيرها من الألعاب التي تحتوي على محتوى عدواني أو تروج لسلوكيات تتعلق بالعنف والقتل والتدمير، حيث تشكل هذه الألعاب تهديدًا مباشرًا على السلوك النفسي والاجتماعي للأطفال والمراهقين في العراق.
ألعاب الفيديو وتأثيرها على السلوك الاجتماعي
ووفقًا لبيان المركز، فإن هذه الألعاب أصبحت بمثابة منصة لنشر ثقافة العنف والجريمة، إضافة إلى تأثيرها السلبي على الصحة النفسية والعقلية للأطفال، من خلال تعزيز مشاعر العدوان والعزلة والإدمان الرقمي والانفصال عن الواقع. كما أظهرت دراسة ميدانية أجريت في مدينة بغداد بمشاركة حوالي 1000 طالب وطالبة من المدارس الابتدائية أن نسبة الأطفال الذين يلعبون ألعاب الفيديو بلغت 94.6%، ومن بينهم، أفاد 64.8% بأنهم يمارسون اللعب بشكل يومي.
وأظهرت ذات الدراسة أن الأطفال الذين يلعبون ألعابًا عنيفة، مثل ألعاب الأكشن، يمثلون نحو 47.6% من المفضلين لديهم. كما أن تحليل معلومات إضافية كشف أن الأطفال الذين تعرضوا لألعاب عنيفة كانوا أكثر عرضة للسلوك العدواني، حيث بلغت نسبة الذين أبلغوا عن أعمال عدوانية مادية 35.4% مقارنةً بـ 4.9% بين الذين لم يتعرضوا لمثل هذه الألعاب. فضلاً عن ذلك، كانت نسبة الغضب مرتفعة بين من يلعبون الألعاب العنيفة، حيث سجلت 11.1% مقابل 1.6% بين من لا يمارسون هذا النوع من الألعاب.
كما أشار المركز إلى الحوادث المأساوية الأخيرة في العراق المرتبطة بهذه الألعاب، كان آخرها حادثة طفل اتخذ إجراءً خطيرًا نتيجة تأثره بمحتوى لعبة (روبلوكس)، مما يعكس الحاجة الملحة للتدخل من الجهات المعنية.
ودعا المركز فعاليات المجتمع والأسرة العراقية إلى مراقبة استخدام الأطفال للأجهزة الذكية، وتحديد أوقات اللعب المناسبة، والتوعية بمخاطر الألعاب التي تشجع على العنف أو تتضمن محتوى غير ملائم لأعمارهم. كما ناشد الحكومة العراقية ووزارة الاتصالات وهيئة الإعلام والاتصالات ووزارة الداخلية لاتخاذ تدابير تنظيمية عاجلة، بما في ذلك إلغاء أو حظر هذه الألعاب في العراق، ووضع ضوابط قانونية بشأن الألعاب الإلكترونية بما يتماشى مع قيم المجتمع ويحافظ على أمان الأطفال والشباب النفسي.
أكد المركز أن مسؤولية حماية الأجيال الناشئة من العنف الرقمي والسلوكيات السلبية هي مسؤولية وطنية ومجتمعية تتطلب تعاونًا بين الأسرة، والمؤسسات التعليمية، والإعلام، والجهات الحكومية، بهدف توفير بيئة رقمية آمنة وصحية لأطفال العراق.

تعليقات