قرار بإغلاق مكتب جمال الشرع في دمشق
أصدر الرئيس السوري، أحمد الشرع، قرارًا يقضي بإغلاق مكتب شقيقه الأكبر جمال الشرع في العاصمة دمشق، وذلك بعد ظهور اتهامات تتعلق باستغلال جمال لعلاقته العائلية لتحقيق مكاسب تجارية، من خلال تنظيم لقاءات مع رجال أعمال ومسؤولين بغية تمرير صفقات خاصة. يأتي هذا القرار في وقت تتعزز فيه جهود الحكومة لمكافحة الفساد وإعادة ضبط الأمور الاقتصادية.
إجراءات ضد استغلال النفوذ العائلي
أكدت مصادر رسمية أن المكتب، الذي كان يعنى بمجالات الاستيراد والتصدير والسياحة، تم إغلاقه بالشمع الأحمر بناءً على توجيهات الرئيس الشرع، الذي طالب جميع الجهات الحكومية بعدم التعاون مع شقيقه في أي نشاط تجاري أو استثماري. وحسب بيان وزارة الإعلام السورية، لم يكن جمال الشرع يشغل أي منصب رسمي، وقد شددت الرئاسة على رفض استغلال الاسم العائلي لتحقيق مصالح شخصية منذ تشكيل الحكومة الجديدة.
بعد إصدار القرار، عقد الرئيس أحمد الشرع اجتماعًا عائليًا مع أفراد عائلته، محذرًا من استخدام اسم العائلة لأغراض شخصية أو مالية، مشددًا على أنه لن يسمح بعودة مظاهر الفساد التي زالت بفعل الثورة. تأتي هذه الخطوة كجزء من حملة مكافحة الفساد التي يقودها منذ توليه السلطة، والتي تشمل توجيهات للمسؤولين بعدم الانخراط في أي أنشطة خاصة وإظهار كل ممتلكاتهم واستثماراتهم السابقة.
في اجتماع سابق، عبّر الرئيس الشرع عن استغرابه من الثراء المفاجئ لبعض المسؤولين الذين حضروا الاجتماع بسيارات فارهة، مطالبًا الموظفين المدنيين الذين يمتلكون سيارات باهظة بتسليم مفاتيحها أو مواجهة التحقيق بتهمة الكسب غير المشروع. وقد أفادت المصادر بأن بعض المشاركين استجابوا لهذا الطلب وقاموا بتسليم مفاتيح سياراتهم.
تشير التحليلات إلى أن هذه الإجراءات تعكس نية الشرع لتأسيس حكومة نظيفة خالية من الفساد وتجنب تكرار نمط المحسوبية الذي كان سائدًا في النظام السابق. وفي السياق، تم تشكيل لجنة للتحقيق في قضايا الفساد، وأوقفت السلطات عددًا من الموظفين بتهم تتعلق بالاختلاس.
يسعى الرئيس أحمد الشرع إلى إرساء ثقافة جديدة في الحكم قائمة على الشفافية والمحاسبة، ويعتبر نجاحه في هذا الاتجاه حجر الزاوية لاستقرار البلاد في أعقاب فترة الحرب والانقسام.

تعليقات