الحركة الإسلامية تعقد اجتماعاً عاجلاً لدعوة للتعبئة العامة بعد تطورات بارا والفاشر

القلق من استبعاد الإسلاميين وتأثيره على المشهد السوداني

بعض المبررات السياسية التي تم تناولها تتعلق بالقلق من دعوات الرباعية التي تستهدف استبعاد الإسلاميين وعزلهم عن المؤسسة العسكرية، وكيف أن ذلك قد يؤدي إلى إضعاف الجيش والحركة السياسية.

كشفت معلومات عن اجتماع عاجل تم بين أجهزة مرتبطة بالحركة الإسلامية السودانية، والذي ضم قيادات من جوانب سياسية وعسكرية وأمنية، وقد انعقد الاجتماع قبل 48 ساعة من سقوط مدينة الفاشر. وقد خصص الاجتماع لتقييم الأحداث الأخيرة التي شهدتها شمال كردفان ومدينة بارا، بالإضافة إلى التطورات المتعلقة بالسيطرة المحتملة لقوات الدعم السريع على الفاشر.

تضمن الاجتماع جلسة تحليلية حول الأوضاع السياسية والعسكرية، حيث رأى المشاركون أن مواجهة ما وصفوه بـ “التهديدات الداخلية والخارجية” يتطلب اتخاذ خطوات عاجلة وعملية. كما تم النقاش حول المخاوف المتعلقة بدعوات الرباعية لاستبعاد الإسلاميين وإبعادهم عن المؤسسة العسكرية، وما قد يترتب على ذلك من آثار سلبية على كل من الجيش والحركة السياسية ككل.

كانت هناك توقعات أيضاً بأن يؤدي وقف إطلاق النار والإقصاء السياسي للإسلاميين إلى إحياء قوى سياسية تعتبرها الأطراف ذات الصلة “متعاونة مع الخارج”. وفي السياق العسكري، أكدت التقارير أن الاجتماع اعتبر الأحداث في بارا وشمال كردفان، بالإضافة إلى ما أُشير له من احتمالية سقوط الفاشر، قد يعزز من مواقف جهات خارجية تسعى للتأثير على الأوضاع في السودان. كما رأى المشاركون أن اللقاءات في واشنطن قد تسهم، وفق تقديراتهم، في دفع المناقشات الدولية نحو الجهود الرامية إلى إنهاء الحرب.

خلص الاجتماع إلى أن تعزيز “التعبئة العامة” يعد خيارًا مطروحًا من قبل المشاركين كوسيلة لمواجهة المخططات التي تهدف إلى إضعاف الحركة الإسلامية ومنع توسعها، كما سعت النقاشات لعزل العناصر المتهمة بالتواطؤ مع الأطراف الخارجية داخل الجيش. وقد تم التوجه إلى قيادات الحركة وقواعدها حثهم على القيام بدورهم في تمثل هذا السياق.

تظهر معطيات الاجتماع أن المشاركين حاولوا الربط بين الدعوة للتعبئة وقدرتها المفترضة على إحباط المشاريع الداخلية والخارجية. كما كانوا مهتمين بإعادة ترتيب الأجندة السياسية والعسكرية بما يتماشى مع توجهات الحركة الإسلامية، ودعت التوصيات بذلك إلى ضرورة المحافظة على القوة والقدرة على التأثير في الأحداث الجارية.