التعاون السعودي الباكستاني يطلق خطة اقتصادية جديدة تعزز الاستثمار والطاقة والتنمية

تعاون اقتصادي بين السعودية وباكستان

أعلنت المملكة العربية السعودية وجمهورية باكستان الإسلامية عن تدشين إطار شامل للتعاون الاقتصادي يهدف إلى تعزيز الشراكة الاستراتيجية في مجالات حيوية. يأتي هذا الإعلان عقب لقاء ولي العهد الأمير محمد بن سلمان ورئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف في الرياض، حيث تم الاتفاق على وضع خطة عمل اقتصادية مشتركة استنادًا إلى المصالح المتبادلة والشراكة التاريخية التي تستمر لأكثر من ثمانية عقود. يهدف هذا الإطار الجديد إلى تحفيز الاستثمارات وتعزيز العلاقات التجارية بما يتماشى مع تطلعات القيادتين لبناء شراكة مستدامة تعود بالنفع على شعبي البلدين وتعزز التكامل الإقليمي.

شراكة اقتصادية متقدمة

في إطار التعاون، تسعى الجانبان إلى إطلاق عدد من المشاريع الحيوية التي تشمل قطاعات متنوعة مثل الطاقة والصناعة والتقنية والسياحة والزراعة والأمن الغذائي. كما سيتم تطوير التعاون في مجال الربط الكهربائي والتقنيات الرقمية، مع توقيع مذكرة تفاهم بشأن مشروع الربط الكهربائي ومذكرة أخرى تتعلق بمشاريع الطاقة المتجددة. هذا التعاون يعزز من دور القطاعات الاستراتيجية في تحقيق التنمية، وينقل العلاقات السعودية الباكستانية إلى مرحلة أكثر إنتاجية تتميز بالمسؤولية والشراكة المتوازنة.

أكد البيان المشترك أهمية دور القطاع الخاص الذي سيكون في صلب استراتيجية التعاون الجديدة؛ إذ سيسهم بشكل كبير في تعزيز التبادل التجاري وتفعيل الاستثمارات النوعية، إضافةً إلى دور المبادرات الحكومية الرامية إلى تهيئة بيئة اقتصادية مواتية وتسهيل الإجراءات التنظيمية. تسعى المملكة وباكستان إلى دراسة مشاريع اقتصادية مبتكرة تدعم التحول الاقتصادي المطلوب وتلبي تطلعات المستثمرين ورواد الأعمال، مما سيعزز النمو الشامل ويوفر فرص عمل جديدة ويزيد من كفاءة الإنتاجية الوطنية.

ينتظر أن يُعقد اجتماع لمجلس التنسيق الأعلى السعودي-الباكستاني لتفعيل الشراكة الجديدة ومتابعة تنفيذ المشاريع التي تم الاتفاق عليها، تجسيدًا لرؤية القيادتين في تعزيز العلاقات الأخوية وبناء شراكة مستدامة في مجالات الاقتصاد والتجارة. يسعى الطرفان إلى تمكين القطاعين العام والخاص من أداء دور رائد لتحقيق الأهداف المشتركة وتعزيز التكامل الإقليمي، في إطار رؤية شاملة تتماشى مع تطورات المنطقة ومتطلبات المستقبل.

يأتي هذا الاتفاق في أعقاب توقيع اتفاقية الدفاع الاستراتيجي المشتركة في سبتمبر الماضي، التي عززت التعاون الأمني بين الدولتين ونصت على أن أي اعتداء على أحد الطرفين يُعتبر اعتداءً على الآخر. بفضل هذه الخطوات، تتجه العلاقات السعودية الباكستانية نحو مستويات جديدة من التعاون والشراكة التي تشمل البعد السياسي والاقتصادي والأمني، معًا نحو مستقبل أكثر أمانًا وازدهارًا يخدم مصلحة البلدين والمنطقة بشكل عام.