جمهور مهرجان القاهرة السينمائي يستعد لمشاهدة النسخة العربية من الفيلم وفقاً لبوابة روز اليوسف

فيلم الحياة بعد سهام: رحلة فنية تعاكس الفقد

بعد نجاحه في العرض العالمي الأول ضمن مهرجان كان السينمائي وحصوله على ثلاث جوائز في مهرجان الجونة، يواصل فيلم (الحياة بعد سهام) للمخرج نمير عبد المسيح نجاحاته، حيث يتم عرضه في الدورة القادمة من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي. الفيلم يستعرض رحلة فنية تتمحور حول فقدان الأم “سهام” التي تعيد الجمهور إلى لحظات التأمل في معنى الفقد والحياة. يتميز العمل بأسلوب بصري شاعري يجعل من الحزن محفزًا للتفكير في الذاكرة والحنين.

تجربة إنسانية وفنية في السينما

يستعرض المخرج نمير عبد المسيح النسخة الجديدة من الفيلم والتي ستعرض في مهرجان القاهرة، مشيرًا إلى تجربته الإنسانية والفنية المميزة. يوضح نمير أنه يشعر بفرحة غامرة تجاه رد فعل الجمهور عند عرض الفيلم في مهرجان الجونة، حيث وصف تلك اللحظات بأنها جائزة حقيقية له، متفاجئًا بالتفاعل العاطفي الذي ناله العمل من الحضور.

بتسليط الضوء على النسخة التي ستعرض في مهرجان القاهرة، أوضح نمير أن النسخة الحالية ستكون باللغة العربية، حيث قام بتسجيل التعليق الصوتي من جديد لكي تصل الرسالة بشكل أفضل للجمهور العربي. ويؤكد أن التحول من اللغة الفرنسية إلى العربية يحمل معنى عميقًا، فهو بمثابة رد على رسالة والدته التي أرادت له أن يفهم لغتها.

من المحاور المثيرة للاهتمام في الحوار هو التفهم العميق لدى نمير لأهمية بناء جسور ثقافية بين الشرق والغرب، حيث يحاول من خلال أفلامه التعبير عن تجارب إنسانية مشتركة. يعتبر نمير أن الفيلم يأتي في سياق عام يتمحور حول القضية الإنسانية ولا يقتصر على موضوع واحد بعينه، بل يعكس تجارب متعددة يمكن أن تتواصل معها ثقافات مختلفة.

عند الحديث عن ملامح العمل السينمائي، عبر نمير عن إعجابه الواقعي بتجربة يوسف شاهين، حيث استطاع أن يستخدم مشاهد من أفلامه القديمة لإضافة عمق سردي لمشروعه الخاص. يساهم هذا التأثير في تقديم رؤية تتلاقى فيها القضايا الشخصية مع الأبعاد الوطنية بطريقة مبتكرة، مما يضفي طابعًا خاصًا على الفيلم.

مع كل هذه النجاحات، يبقى نمير عبد المسيح مشغولًا بفيلمه الحالي، مع طموحات مستقبلية تتجه نحو تقديم أعمال جديدة تتجاوز الذاتية، مع تركيزه على التجارب الإنسانية التي ترتبط بمختلف الثقافات. هذا الشغف بالسينما كرّس جهود المخرج للأفلام التي تصل إلى جمهور دولي مع الحفاظ على الطابع العربي الأصيل الذي يثري تجاربه الفنية.