الحشد الشعبي يرسل ثلاث رسائل دبلوماسية من بغداد إلى أنقرة بتوجيه من السوداني

رسائل مهمة من بغداد إلى أنقرة

أفاد النائب مختار الموسوي، اليوم الاثنين، بأن رئيس هيئة الحشد الشعبي، فالح الفياض، قد نقل ثلاث رسائل رئيسية من العاصمة العراقية بغداد إلى أنقرة خلال زيارته الرسمية الأخيرة، حيث جاء هذا التحرك بتوجيه مباشر من رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني.

خطابات حيوية نحو تركيا

في حديثه حول هذه الزيارة، أوضح الموسوي أن الفياض، باعتباره المسؤول عن مؤسسة أمنية تتبع القيادة العسكرية، التقى مع وزير الخارجية التركي وعدد من القادة المعنيين بالملف الأمني في تركيا. كانت الزيارة تهدف إلى تعزيز التعاون الأمني والاستخباري بين البلدين، مما يعد خطوة مهمة نحو تحقيق الاستقرار الإقليمي.

وذكر الموسوي أن الرسائل الثلاث التي أكد عليها الفياض تضمنت أولها التأكيد على أن الحشد الشعبي هو قوة وطنية تمثل جميع المكونات العراقية ولا تتدخل في الشأن السياسي. الرسالة الثانية تناولت حركة مقاتلي حزب العمال الكردستاني وتحركاتهم من الأراضي التركية نحو جبال قنديل شمال العراق، بينما كانت الرسالة الثالثة تركز على سبل تطوير التعاون المعلوماتي والاستخباري بين بغداد وأنقرة، بهدف تعزيز أمن واستقرار البلدين.

وأكد النائب الموسوي أنه لم تكن هناك أي صفقات تسليح أو اتفاقات عسكرية مباشرة خلال الزيارة، التي كانت تهدف بدلاً من ذلك إلى توسيع قنوات الاتصال والتفاهم الأمني بين الحكومتين. كما بين أن الحكومة العراقية تركز على معالجة الملفات العالقة مع الدول المجاورة وتهيئة أجواء إيجابية لتعزيز الاستقرار الإقليمي من خلال الحوار والتنسيق المشترك.

يبدو أن زيارة رئيس هيئة الحشد الشعبي إلى أنقرة تأتي ضمن حراك دبلوماسي وأمني متصاعد بين بغداد والعاصمة التركية، في ظل سلسلة من اللقاءات والاتصالات الرفيعة خلال الأشهر الماضية. هذه الحوارات تهدف إلى تنظيم التعاون المشترك في مجالات الأمن والحدود والمياه ومكافحة الإرهاب.

وتزامنت زيارة الفياض مع تصاعد الأنشطة العسكرية التركية في المناطق الشمالية من العراق ضد عناصر حزب العمال الكردستاني، مما جعل موضوع الوجود المسلح في المناطق الحدودية من القضايا البارزة على طاولة الحوار بين الجانبين. يتفق المراقبون على أن تكليف رئيس الحشد الشعبي بنقل هذه الرسائل يعكس الثقة الكبيرة التي تضعها الحكومة العراقية في هذه المؤسسة الأمنية، وسعيها لاستخدام القنوات المتعددة لفتح حوار مباشر مع تركيا يتماشى مع المصالح المشتركة للطرفين ويحافظ على سيادة العراق واستقراره الداخلي.