فرنسا تُكثّف جهودها لعقد مؤتمر دعم الجيش وسط تراجع الاهتمام الدولي

مؤتمر دعم الجيش اللبناني: التحديات والآمال

تحافظ الجهات الفرنسية المسؤولة عن تنظيم مؤتمر دعم الجيش اللبناني على سرية تامة بشأن تحديد موعد رسمي لعقد هذا المؤتمر المقترح في المملكة العربية السعودية. المعلومات التي توصلت إليها وزارة الخارجية تشير إلى أن المؤتمر يهدف إلى عقده قبل نهاية العام، وأن التنسيق بين باريس والرياض مستمر بخطوات فعالة، مع متابعة حثيثة بين فريقي العمل لتهيئة الظروف المناسبة لعقد المؤتمر وضمان نجاحه، بالإضافة إلى حشد أكبر عدد ممكن من الدول الداعمة على المستويين العربي والدولي.

الجهود الدولية لدعم لبنان

تتمسك فرنسا بعقد المؤتمر رغم وجود عدة إشارات تدل على عدم استعداد السلطات اللبنانية للقيام بالإجراءات اللازمة التي من شأنها تهيئة الوضع لعقده. يُفترض أن تستعيد السلطات اللبنانية سيادتها الكاملة على أراضيها لتكون المرجعية الوحيدة القادرة على إدارة شؤون البلاد وفقًا للمعايير القانونية وبناءً على الدستور المعتمد. ومن الأمور التي تثير قلق الإدارة الفرنسية هو ضرورة توحد السلطات اللبنانية والتضامن في قراراتها وتوزيع المسؤوليات وفقًا للدستور، وليس وفق التسويات التي اعتمدها صانعو القرار.

الإصرار الفرنسي على إنجاح المؤتمر ينبع من إدراكها العميق لأهمية لبنان كدولة ذات إرث تاريخي، حيث إن انهيار لبنان سيؤدي إلى انتشار الفوضى، وتصاعد موجات النزوح، وزيادة احتمالات التصادم على الحدود الجنوبية. وعلى الرغم من ذلك، فإن هذه الجهود الفرنسية لا تتلقى الدعم اللازم من الولايات المتحدة، حيث لا تتشارك واشنطن مع باريس في فهم دقة الوضع بالنسبة للسلطة اللبنانية. عدم نجاح مؤتمر دعم الجيش وإعادة الإعمار قد ينعكس سلبًا على صورة فرنسا كمحاولة لتفعيل وجودها في الساحة السياسية، خاصة في وقت تنشغل فيه الدول الأوروبية بمخاطر الحرب في أوكرانيا وتركز جهودها على معالجة التهديدات التي تطرأ من هناك.

يتوجب على فرنسا أن تحافظ على دورها التاريخي في لبنان، حيث يعد دعم الدولة اللبنانية وسيلة للحد من نفوذ القوى المحلية والإقليمية التي تسعى للتأثير في السياق الداخلي. كما أن فرنسا تأمل، من خلال تنظيم مثل هذه المؤتمرات، أن تقدم نموذجًا للدبلوماسية الفعالة في عالم يواجه عدم الاستقرار.

في ظل تلك المعطيات، تتصاعد المخاوف من أن تعجز الحكومة اللبنانية عن تنفيذ القرارات الحالية، وخاصة تلك المتعلقة بضبط السلاح في يد القوات الأمنية الرسمية. وتستمر السلطة في مواجهة تحدياتها مع تضاؤل احتمالات تحقيق تقدم في نزع السلاح، مما يمكن أن يؤدي إلى تصعيد إسرائيلي محتمل. بينما يحافظ حزب الله على ما يسميه بـ “الصبر الاستراتيجي” تجنبًا للرد على الهجمات اليومية، فإن تحول التصعيد إلى حرب شاملة قد يسفر عن أزمة جديدة في لبنان، مما يزيد من المخاوف المتعلقة بالأمن والاستقرار في المنطقة بأسرها.