السعودية تخطط لاقتناء 100 طائرة MQ-9A لتعزيز قوتها الجوية والدفاعية

تسعى المملكة العربية السعودية إلى تعزيز قوتها العسكرية والجوية من خلال الاستثمار في أحدث التقنيات الدفاعية المتطورة. ويأتي طلبها لشراء 100 طائرة من نوع MQ-9A كجزء من جهودها لتحديث قدرات سلاح الجو السعودي. تعتبر هذه الطائرة من أكثر الطائرات المسيّرة تقدمًا على المستوى العالمي، بفضل قدراتها العالية في الاستطلاع والهجوم والمراقبة الدقيقة، مما يجعلها عنصرًا محوريًا في منظومة الدفاع الحديثة.

مواصفات طائرة MQ-9A المتقدمة

تتمتع طائرة MQ-9A بقدرتها على أداء مهام متعددة، حيث مزوّدة بمحرك توربيني قوي يوفر لها أداءً عاليًا خلال مهام المراقبة والضربات الجوية. تم تصميمها مستندة إلى الخبرات المكتسبة من الطائرة الشهيرة Predator، مع تحسينات ملحوظة في الكفاءة والسرعة والقدرة على التحمل. تستطيع الطائرة التحليق على ارتفاع 50,000 قدم بسرعة تصل إلى 444 كم/س، مع إمكانية البقاء في الجو لأكثر من 27 ساعة متتالية. وتتميز حمولتها الكبيرة، التي تصل إلى نحو 1,746 كجم، بقدرتها على حمل ذخائر دقيقة وأنظمة استشعار متطورة، مثل الرادارات متعددة الأوضاع والكاميرات الحرارية وأنظمة الليزر الحديثة.

طائرة مسيّرة متعددة الاستخدامات

توفر طائرة MQ-9A مرونة تشغيلية عالية بفضل تصميمها المعياري، الذي يسهل تعديله ليتماشى مع طبيعة المهام، سواء كانت استطلاعية، هجومية، أو دفاعية. تُستخدم هذه الطائرة في العديد من الجيوش حول العالم، ومن أبرزها الولايات المتحدة وبريطانيا، لما تتمتع به من دقة فائقة في جمع المعلومات الاستخباراتية وتنفيذ الضربات الاستراتيجية. كما أنها مزودة بنظام طيران مقاوم للأعطال وبنية إلكترونيات ثلاثية التكرار، مما يضمن مستوى عالٍ من الأمان أثناء الطيران في الظروف القاسية. النسخة الحديثة من هذه الطائرة، المعروفة بالمدى الممتد (ER)، تحتوي على خزانات وقود إضافية، مما يسمح بزيادة مدة التحليق حتى 34 ساعة، مما يجعلها من الطائرات المسيّرة القادرة على تنفيذ المهام طويلة المدى بدون توقف.

صفقة استراتيجية تعزز مكانة السعودية العسكرية

تسعى المملكة من خلال هذه الصفقة إلى تطوير قدراتها الدفاعية بما يتماشى مع رؤية السعودية 2030 التي تسعى لتعزيز الصناعات العسكرية المحلية وتحقيق الاعتماد الذاتي في مجال التسليح. تعد هذه الخطوة جزءًا من استراتيجية أوسع تهدف إلى تحديث القوات الجوية وتوسيع قدرتها على تنفيذ المهام المتقدمة في مجالات المراقبة والدفاع الجوي. يُتوقع أيضًا أن تسهم الصفقة في نقل بعض الخبرات التقنية وتوطين الصناعات العسكرية ضمن برامج التعاون الدفاعي بين الرياض وواشنطن. من خلال هذا المسار الطموح، تثبت المملكة العربية السعودية التزامها بتعزيز قدراتها الدفاعية وفق أحدث المعايير العالمية، مع الحفاظ على جاهزية عالية لمواجهة التحديات الإقليمية والدولية.