من حياة البادية إلى قمة الريادة: إنجازات السعوديين التي لا تُغفَل

شموخ الوطن وإنجازات السعوديين

أيُّها القارئ الكريم، إنّ ما دفعني لكتابة هذه السطور ليس مجرد تعبير عن فخر عابر أو سعي وراء مجدٍ زائف، بل هو تعبير عن عشق للوطن، وطن يفتخر بجباله وينتفض بنفوس رجاله. كتبت هذه الكلمات بعد أن شهدت بعيني وسمعت بأذني ما يجري في بعض المطارات والمجالس العامة من بعض الأشقاء في الدول العربية المجاورة، حيث يتفوه البعض بكلمات تكشف عن جهلهم أو حقدهم المدفون.

عظمة الشعب السعودي

يجب أن يدرك أولئك الذين يسيئون الفهم أن السعودي ليس إلا صفحة في التاريخ، بل هو التاريخ ذاته، تاريخ يُكتب بحروف من ذهب. جذورنا عميقة في الأرض، ونهوضنا ليس وليد صدفة، بل نتيجة جهد وإيمان ورؤية مستقبلية. شاء الله أن تُولد هذه الأمة في صحراء القسوة، حيث تُصنع الرجال، وحيث تصنع الأشواك الصبر، لتخرج حضارة تشهد لها الأمم. تحول البدوي إلى مهندس بارع، والفارس إلى عالم فيزيائي، والراعي إلى جرّاح عالمي، والمقاتل إلى صانع سلام.

تبدلت البيوت من خيام إلى مدن حديثة، وتحولت الصحراء إلى واحات من الإبداع. من يُعتبر “بسيطاً” بالأمس هو من يعلم العالم اليوم دروساً في الإدارة والاقتصاد. إنجازات السعوديين في الطب، كفصل التوائم على يد الدكتور عبدالله الربيعة، لم تجد صدى عالمياً فحسب، بل تعكس الجهود الكبيرة التي يبذلها شباب المملكة في مختلف المجالات. كما لا يمكن تجاهل الدور الحيوي لشركة أرامكو في مجال الطاقة العالمية، ومشاركة شبابنا في الأولمبياد بكافة مجالاته.

نحن لا نتفاخر بالأنساب، بل بالأفعال، ولا نعيش في ذكريات الماضي فحسب بل نصنع الحاضر والمستقبل. لقد خرجنا من الصحراء، لنرتقي بها إلى مستويات حضارية وصناعية لا مثيل لها، فنحن نجمع بين الأصالة والحداثة، وبين الإيمان والعلم، وبين الخلق والقيادة. ثمّة دليل واضح في استقبال ولاة أمرنا، حفظهم الله، لقادة العالم في الخيمة، مما يدل على القيمة العظيمة التي نحملها في قلوبنا.

اليوم نقف كأمة متماسكة أمام العالم، نطلب الاحترام وليس كالتسول، بل نفرضه عبر العمل والإبداع والإنجازات. نحن السعوديون من رعى الغنم ليصبح اليوم قائد الأمم، من البداوة إلى السيادة، ومن الخيمة إلى القمة، ومن رمال الصحراء إلى عنان الفضاء. إنّ هويتنا هي تلك التي تروي حكايات مجد لا تنتهي، فهنا يتجلى السعودي الأصيل في أرض شبه الجزيرة العربية، الذي يبني فوق الرمال معجزات، ويحمل القرآن في قلبه والعلم في يده.

حفظ الله ولاة أمرنا، وأدام عز وطننا بلاد الحرمين الشريفين، وصان شعبنا الأبي من كل سوء وعدو خفي.