تحذيرات أمريكية لإسرائيل بشأن اتفاق الهدنة مع حماس
حذرت الولايات المتحدة الحكومة الإسرائيلية من مخاطر تعريض اتفاق وقف إطلاق النار مع حركة حماس للخطر، سواء عبر إجراءات جديدة تتعلق بجثامين الرهائن المحتجزين في قطاع غزة، أو عبر تصعيد في التعامل مع الحركة. هذه التحذيرات تأتي في سياق القلق الأمريكي من إمكانية أن تؤدي أي خطوات من جانب تل أبيب، مثل فرض عقوبات جديدة أو تصعيد عسكري، إلى تهديد استمرارية الهدنة.
وكشفت مصادر داخل إسرائيل أن هناك انزعاجًا في واشنطن بسبب تأخر حماس في استعادة الجثامين، حيث لم تقدم الحركة أي جثامين منذ يوم الثلاثاء الماضي، على الرغم من ثقة إسرائيل في قدرة الحركة على إعادة الجثامين المتبقية. هذا الأمر يعكس استياءً في الأوساط الإسرائيلية، التي تشعر بالإحباط لتباطؤ العملية، خاصة مع توقعات سابقة بأن يكون هناك تقدم في هذا الملف.
قلق أمريكي من تعقيد الموقف
كما أبدى مصدر أمريكي الحاجة الملحة لإسرائيل للتخلي عن أي تصرفات تعتبر “عبثية”، والتي من شأنها أن تعرض الاتفاق للخطر، خاصة مع حديث الكنيست عن مشروع قانون مثير للجدل يدعو لفرض السيطرة الإسرائيلية على الضفة الغربية. في هذا السياق، يبدو أن التوترات بين الجانبين قد تعقد جهود تحقيق أي انفراجة إقليمية.
في الآونة الأخيرة، زار عدد من المسؤولين الأمريكيين، منهم ستيف ويتكوف وجاريد كوشنر ونائب الرئيس جي دي فانس ووزير الخارجية ماركو روبيو، إسرائيل لتأكيد أهمية الحفاظ على وقف إطلاق النار وتجنب أي تصعيد قد يؤثر على العلاقة مع حماس. هذه الزيارات تحمل في طياتها دعوة قوية للحكومة الإسرائيلية لالتزام الهدنة الحالية والابتعاد عن أي خطوات قد تُفسر كتهديد لإمكانية تحقيق السلام.
تشير تقارير استخباراتية إلى أن حماس قادرة على إعادة ما لا يقل عن 10 جثامين من مجموع 13 جثة لمحتجزين متوفين في غزة، حتى دون الحاجة إلى دعم دولي. يمكن أن يشكل هذا الأمر فرصة لاستعادة العلاقات بين الأطراف المعنية، إذا تم التعامل معه بشكل مناسب. في النهاية، يبقى الأمل قائماً في إمكانية تحقيق استقرار في الوضع الراهن وضمان سلامة الأرواح والممتلكات.

تعليقات