حذر البروفيسور حميد بن حرمل الشامسي، رئيس جمعية الإمارات للأورام، من أن الكفاءات الوطنية تمثل الثروة السيادية الحقيقية، وأكد ضرورة اكتشافها مبكرًا وتوفير مسارات واضحة لإعدادها، مع أهمية ربط الحوافز بالمخرجات العلمية والسريرية، مشيراً إلى أن تحويل العلم إلى خدمة عامة ملموسة يعكس الولاء للوطن في عصر المعرفة.
وفي حديثه مع «الخليج»، أشار إلى أن دعم صاحب السمو رئيس الدولة، حفظه الله، يتجاوز المبادرات المتفرقة إلى كونه رؤية وطنية شاملة تهدف لتحويل رأس المال البشري إلى مشروع تنموي مستدام، بدءًا من التعليم والمدارس وصولاً إلى برامج الابتعاث والتدريب البحثي، مؤكداً على تشريعات تحفز الابتكار وتسهم في تبني التقنيات الطبية المتقدمة.
كما أعرب عن فخره بلقاء صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، مُشيدًا بدعمه للكفاءات العلمية والطبية، مما يُحمّل الأطباء والباحثين مسؤولية كبيرة لتحويل هذا الدعم إلى إنجازات تخدم صحة الإنسان محليًا وعالميًا.
* كيف يمكن تقييم دعم صاحب السمو رئيس الدولة للكفاءات الوطنية؟
ــ ليس دعم سموه مُرتجلاً بل هو رؤية وطنية شاملة؛ تسعى لتحويل رأس المال البشري إلى مشروع تنموي مستدام، بدءاً من التعليم والعلاج وصولاً إلى تحفيز الابتكار وتبني التقنيات الطبية المتقدمة، مما يتيح للطبيب الإماراتي التنافس عالميًا مع ضمان التزامه بخدمة مجتمعه.
الكفاءات الوطنية
* كيف يمكن لتهنئة صاحب السمو رئيس الدولة لكم أن تؤثر على مسيرتكم الأكاديمية؟
ــ كانت لحظة فخر وتحمل مسؤولية في الوقت نفسه، حيث شعرت بالامتنان لقيادة تقيّم العلم وتحتفل بالإنجازات الأكاديمية، وأدركت أن هذا التكريم يُعَد تكليفًا أكثر من كونه تشريفاً، حيث يحمل رسالة تفيد بأن قيمة أي إنجاز أكاديمي تقاس بتحسين صحة الإنسان وفتح آفاق جديدة للأجيال المقبلة.
وفي جانب شخصي، منحني اللقاء دفعة قوية لمتابعة العمل الأكاديمي والبحثي، وللشباب، أوصيهم بالالتزام بمعايير عالمية لتحقيق النجاح، حيث أن الفرص متاحة لمن يسعى بجد. سموه أكد على أهمية بناء الإنسان وتعزيز القيمة المضافة للخدمات الصحية، مستندًا على المعرفة والنتائج القابلة للقياس، مع التأكيد على تكامل الأدوار بين القطاعين العام والخاص لبناء نظام صحي متين.
الثروة البشرية
كما يجب اكتشاف الكفاءات الوطنية باكرًا، وتقديم الدعم المناسب لها، مع ضمان الربط بين الحوافز والمخرجات العلمية والسريرية. في عصر المعرفة، يعني الولاء للوطن تحويل العلم لخدمة المجتمع بشكل ملحوظ.
* كيف يسهم هذا التكريم في تعزيز مساهماتكم العلمية؟
ــ يعد ذلك تكريمًا يتطلب منا المزيد من الجهد في تعزيز الجودة السريرية، وزيادة معرفة الباحثين، وإطلاق دراسات وطنية عن الأورام، بالإضافة إلى توسيع برامج التعليم والتدريب للأطباء والممرضين وفق معايير عالمية.
* كيف يُعبر لقب «بروفيسور زائر» من جامعة هارفارد عن المكانة الدولية للكفاءات الإماراتية؟
– يمثل هذا اللقب اعترافًا عالميًا بمستوى الكفاءات الإماراتية، ويعزز من فرص تبادل الخبرات وتطوير بروتوكولات علاجية مشتركة في علم الأورام، مما يسهم في رفع مستوى التعليم والتدريب للأطباء في الإمارات.
المعايير البحثية
* كيف كان مسيرتكم العلمية التي أدت إلى تحقيق هذا الإنجاز؟
ــ بدأت رحلتي من إدراك أهمية دور الطبيب كعالم وباحث وقائد في مجال الرعاية الصحية، فقد واجهتنا تحديات لكنها تحققت من خلال التعاون والشراكات الاستراتيجية.
* ما أهمية إنجازكم كأول طبيب إماراتي يحصل على هذا التقدير؟
ــ يحمل هذا الإنجاز قيمة معنوية كبيرة حيث يثبت أن الجغرافيا لا تعيق الطموح ويدفع الأجيال القادمة للأمل والإنتاج العلمي.
النجاح يتطلب الالتزام والتعلم المستمر، ويسهم في تحقيق تأثير إيجابي على السياسات الصحية.
* كيف تترجم رؤية الإمارات في التقدم العلمي إلى واقع؟
ــ من خلال تحويل الجهود العلمية إلى برامج قابلة للتطبيق، وتربية وتشجيع البحث الإكلينيكي الذي يمر بسرعة وجودة، مما يضمن استفادة المجتمع من النتائج المفيدة لتحسين خدمات الرعاية الصحية.

تعليقات