رواية “السيكاري” للكاتبة سلمى البكري
في خطوة جديدة تعكس ريادة دار مكتوب للنشر، تستعد لإصدار رواية “السيكاري” للروائية والإعلامية سلمى البكري، والتي تمثل عملاً أدبياً متميزاً يمزج بين عمق التاريخ وجمال السرد. تعيد الرواية إلى الواجهة تجربة فكرية مدهشة تأخذ القارئ في رحلة فكرية تتماس فيها الدهشة مع التأمل في سياق أحداث غامضة.
تحفة أدبية تجمع بين الماضي والحاضر
تدور أحداث الرواية في القرن الأول الميلادي، حيث تتجلى الصراعات التاريخية وتتزايد الأحداث نحو ذروتها الدرامية. تتيح لنا الرواية إلقاء نظرة على عوالم غامضة تتشابك فيها المكائد والأسرار، وقد أبدعت الكاتبة في رسم هذه الأجواء بلغة أدبية آسرة ومهارة روائية واضحة. تلقي النصوص الضوء على بساطة الحياة وتعقيد المشاعر الإنسانية التي تعيشها الشخصيات في تلك الحقبة.
تظهر رواية “السيكاري” بوضوح قدرة سلمى البكري على استحضار الماضي بحس معاصر، فهي تنسج أحداثها بخيال واعٍ وبنية درامية متماسكة، تترابط فيها المشاعر الضعيفة والقوية، مما يغرس أثرًا دائمًا في نفس القارئ. يتجلى ذلك من خلال التفاصيل الدقيقة التي تتنقل بين النص بسلاسة، مما يجعل القارئ مشدودًا لمتابعة الصفحات وعدم مغادرتها بلا أثر.
أما بالنسبة للغلاف الأخير للرواية، فقد قام الدكتور بهنام عطالله بتقديم لمسة نقدية تعكس قيمتها الأدبية وتعزز من حضورها في المكتبة الروائية. إن هذه الإشادة لا تعد فقط توثيقًا لجودة العمل، بل تعكس أيضًا الفهم العميق للأبعاد الفكرية الموجودة ضمن ثنايا السرد.
من المتوقع أن يحدث هذا الإصدار صدى واسعًا في الساحة الأدبية، حيث يحمل الجوانب الفنية الناضجة والصياغة السردية المبتكرة. هذه الرواية تظهر أن الأدب ليس مجرد نقل للأحداث التاريخية، بل هو إعادة خلق لها بلغة مدهشة تجذب القارئ إلى عوالمها المنسوجة بالإبداع. إن “السيكاري” ليست مجرد رواية، بل هي دعوة لإعادة التفكير في الماضي ورؤيته من زوايا جديدة.

تعليقات