جريمة بشعة في محافظة الجيزة
توالت الأحداث المؤلمة في منطقة الكوم الأخضر بالهرم، حيث وقعت جريمة تعكس قسوة غير إنسانية، لطخت المكان بدماء شاب تعرض للطعن والذبح على يد مسجل خطر، حيث وجه له 17 طعنة في جميع أنحاء جسده في منظر يثير الرعب بين المارة. الجريمة تأتي لتجسد أقصى درجات العنف والوحشية، حيث فضل الجاني استخدام السلاح بدلاً من الحوار، مما حوّل الحادث إلى مأساة تعكس انعدام الرحمة في قلوب البعض. تفاصيل هذه القضية المؤلمة تحتاج إلى مزيد من الاستكشاف لنفهم أبعادها وأسبابها.
حادثة مؤلمة لشاب طموح
نشأ محمد أشرف رجب، الملقب بـ«اوزعه» في ظروف صعبة، حيث فقد والدته في سن مبكرة بسبب مرضها، وتولى جدته رعايته ولكن أثر الفقدان كان لا يزال يعصف بحياته. أصبح الابن البار الذي يعمل لتأمين حياة كريمة له ولعائلته، فعمل سائقاً للتوك توك بعد أن جرب الكثير من الأعمال. على الرغم من كل المعاناة، كان لديه أحلامه وطموحاته. وما إن استعد لتلك الحياة، حتى كان القدر يكتب له نهاية مأساوية غير متوقعة.
في صباح يوم الحادث، نهض أشرف كعادته، أعد فطوره وجلس مع جدته، غير مدرك أن هذا اليوم سيكون الأخير في حياته. بعد تناول وجبة الإفطار، استعد للذهاب إلى عمله وأكد لجده أنه سيساعد صديقه في حفل زفافه، لكن بضع خطوات كانت كفيلة بتغيير مجرى حياته. متجهًا إلى ركن التوك توك، اعترضه المتهم الذي أراد منه التوجه إلى المستشفى بالطبع، وهذا ما كان سبباً لشجار دامٍ انتهى بجريمة قتل بشعة بعد مطالبة أشرف برفض طلبه. تلقى هجومًا وحشيًا انتهى بـ 17 طعنة كفيلة بإخماد حياته.
أثارت الجريمة ردود فعل واسعة، حيث جاء البلاغ من سكان المنطقة إلى قسم الشرطة بالطالبية، مما دفع رجال المباحث إلى الانطلاق نحو موقع الحادث. عند التحقيق، وجدوا أن أشرف كان ضحية لاعتداء عدواني لم يكن له مبرر، وتم احتجاز القاتل بعد ساعات من المطاردة. الضحية ترك وراءه عائلة مكسورة، آلام الفقد التي ستظل تؤرقهم إلى الأبد.
شهادة جدته وأخواته توضح حجم الفاجعة التي حلت بالأسرة، حيث وصفوا الفتى بدماثة خلقه وحبه للناس، والألم الذي خلفته وفاته على نفوسهم. تدور الأحاديث حول كيفية استرجاع حقه، فالجميع ينتظر العدالة. الجريمة ليست مجرد حادث، بل هي خيانة للأخلاق والقيم، مما يجعلنا نتساءل: إلى أين تتجه مجتمعاتنا عندما يصبح القتل سهلاً كالحديث؟

تعليقات