وزارة الداخلية تحتفل بمرور قرن على تأسيس الدفاع المدني الثلاثاء المقبل

مئوية تأسيس الدفاع المدني السعودي

تحتفل وزارة الداخلية، ممثلةً بالمديرية العامة للدفاع المدني، يوم الثلاثاء المقبل الموافق 28 أكتوبر 2025، بمرور 100 عام على تأسيس الدفاع المدني في المملكة العربية السعودية، خلال فترة تاريخية تمتد من عام 1346هـ إلى 1447هـ. يتزامن هذا الاحتفال مع استضافة المملكة لبطولة العالم لرياضة الإطفاء والإنقاذ، مما يعكس الأهمية الكبيرة لهذه المناسبة الوطنية.

ذكرى تأسيس الدفاع المدني السعودي

يأتي هذا الاحتفاء بمئوية الدفاع المدني تأكيداً على الدور المتميز الذي يضطلع به هذا القطاع في خدمة المجتمع، منذ تأسيس أول فرقة مطافئ في مكة المكرمة عام 1346هـ، وصولاً إلى الإنجازات النوعية التي تحققت بدعم ورعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وسمو ولي عهده الأمين. شهد القطاع تحولات تاريخية وتنظيمية خلال القرن الماضي، مما أسهم في الارتقاء بمستوى الخدمات وفق أفضل الممارسات العالمية.

قدّم الدفاع المدني مساهمات حيوية في الحفاظ على سلامة الأرواح وحماية الممتلكات، سواء في أوقات السلم أو أثناء الكوارث والحروب. كما لعب دوراً بارزاً في الاستجابة للطوارئ البيئية والصناعية، وأسهم في تحقيق التنمية الوطنية المستدامة، ونشر ثقافة الوعي في المجتمع، بالإضافة إلى تطبيق معايير السلامة والوقاية اللازمة لضمان الحياة الآمنة.

تُعد مئوية تأسيس الدفاع المدني بمثابة شهادة على الجهود المستمرة في خدمة ضيوف الرحمن، حيث يتم تنفيذ خطط الطوارئ خلال مواسم الحج والعمرة. وقد ساهم الدفاع المدني في تنظيم الفعاليات المحلية والدولية، كما تم تعزيز مشاركة المملكة في المنظمات الدولية للحماية المدنية، وتوقيع مذكرات تعاون دولية تهدف إلى تعزيز قدرات الاستجابة والعون الإنساني.

يسعى الدفاع المدني السعودي إلى الاستفادة من التقنيات الحديثة في خدمة الإنسان، مما يساهم في تحسين الكفاءة التشغيلية لعمليات الإطفاء والإنقاذ. يتضمن ذلك استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في تحليل البيانات، وأنظمة الإنذار المبكر، ووسائل الاستجابة الفعالة لمختلف المخاطر. كما تُعد التطبيقات الرقمية ثورة نوعية تسهم في رفع مستوى السلامة العامة وتقليل المخاطر قبل حدوثها.

إن استثمار رأس المال البشري كان وما زال من أولويات الدفاع المدني، حيث تم إنشاء أول مدرسة للإطفاء والإنقاذ في مكة المكرمة عام 1375هـ. وقد تم تطوير كوادر الدفاع المدني بشكل كبير، لضمان جاهزيتها للتعامل مع الكوارث والتحديات المستجدة، بالإضافة إلى تمكين المرأة من خلال تأسيس مركز التدريب النسائي. كما يتم تكريم الأبطال الذين قدموا تضحيات جليلة في أداء واجبهم الوطني، مما يبرز قيم الشجاعة والإخلاص في العمل.