كشفت دراسة جديدة من أستراليا عن الظاهرة المسمّاة بـ “قلق ما بعد الشرب” أو “هانكزايتي”، وهي حالة نفسية تتداخل فيها مشاعر القلق والإرهاق والاكتئاب، التي تطرأ على بعض الأفراد بعد استهلاك الكحول. ووجد الباحثون من جامعة سوينبيرن للتكنولوجيا في مدينة ملبورن، أن هناك علاقة بين حالات الصداع الناتجة عن تناول الكحول وتأثيرها السلبي على الصحة النفسية، حيث يُقبل الشباب عادةً على تحمّل الصداع كجزء من المتعة الاجتماعية.
تشير الدراسة إلى أن الأفراد الذين يتصرفون بطرق تتضارب مع قيمهم أثناء تناول المشروبات الكحولية غالبًا ما يواجهون مشاعر الخجل أو الندم، ويعانون من القلق، وهو ما يؤدي إلى التفكير الزائد والنقد الذاتي الذي يزيد من الضيق النفسي. كما أن الأشخاص الذين يكونون عرضة للقلق أو الاكتئاب، أو الذين يتناولون الكحول كوسيلة للتعامل مع الضغوط، يُظهرون أعراض “هانكزايتي” بشكل أكثر حدة.
أوضحت ريبيكا روثمان والدكتور بلير آيتكن، اللذان شاركا في البحث، أن الأفعال التي تتعارض مع القيم الشخصية نتيجةً لتناول الكحول تؤدي إلى شعور بالخجل، وأن الأفراد الذين يواجهون صعوبات في تنظيم مشاعرهم يواجهون تحديات أكبر. وقد اقترحا ضرورة مشاركة التجارب مع الأصدقاء لتخفيف العبء النفسي، أو استشارة طبيب مختص لتقييم أنماط الشرب والقلق.
أشارت النتائج إلى أن الأشخاص الذين يتمتعون بمرونة عاطفية عالية يتعاملون بشكل أفضل مع حالة “هانكزايتي”، لكن هذه الظاهرة لا تكون عادةً دافعًا لتقليل شرب الكحول، حيث يعتبر الكثيرون الصداع الناتج عن الكحول جزءًا روتينيًا من تجربة الشرب، خصوصًا في حال تم استخدام الكحول كوسيلة للتخلص من الضغوط، مما يؤدي إلى دورة مستمرة من الشرب والقلق.
وحذر خبراء الصحة من أن الإفراط في شرب الكحول يمكن أن يؤدي إلى أضرار دائمة على الكبد، بالإضافة إلى زيادة مخاطر الإصابة بالسرطان وارتفاع ضغط الدم، ويتسبب في وفاة العديد من الأشخاص سنويًا وفقًا لتقارير منظمة الصحة العالمية.
قلق ما بعد الشرب
تُظهر الدراسة أن الأفراد الذين يواجهون “هانكزايتي” بحاجة إلى استراتيجية فعّالة للتغلب على مشاعرهم السلبية. أهمية الاعتراف بالمشاعر والبحث عن الدعم الاجتماعي تلعب دورًا حيويًا في معالجة هذه الحالة. كما يُتوقع من الأفراد الذين يسعون لتحسين علاقاتهم بالكحول أن يتجهوا نحو أساليب صحيحة تساهم في خفض مستوى التوتر وتحسين نوعية حياتهم النفسية.
أعراض قلق ما بعد الشرب
يجب على الأفراد الذين يعانون من هذه الظاهرة أن يكونوا واعين للأعراض المحيطة بهم، والتي يمكن أن تتضمن الشعور بالخجل أو الندم عقب تناول الكحول. ولذلك، من المهم إعطاء الأولوية للصحة النفسية والتفكير في بدائل صحية للتعامل مع الضغوط، مما يساهم في تحقيق توازن أفضل في حياتهم اليومية.
تعليقات