محمد ثروت ومروة ناجي يتألقان في مهرجان الموسيقى العربية ويضيئان لياليه بإبداعهما

مهرجان الموسيقى العربية: احتفاء بالفن الأصيل

شهدت سماء الفن ليلة ساحرة، حيث اتحدت الألوان الموسيقية والطرب الأصيل في أمسية استثنائية احتضنها عدد من المسارح في القاهرة والإسكندرية ودمنهور، ضمن فعاليات الدورة الثالثة والثلاثين لمهرجان ومؤتمر الموسيقى العربية. يأتي هذا المهرجان تحت عنوان «كوكب الشرق أم كلثوم»، تخليداً لذكرى رحيلها الذي يحل بعد خمسين عاماً.

احتفال بالموروث الفني العربي

تنظم وزارة الثقافة هذا المهرجان من خلال دار الأوبرا المصرية تحت رئاسة الدكتور علاء عبدالسلام، ويُدير الفعاليات المايسترو تامر غنيم، بمشاركة الدكتور محمد الموجي كنايب له، وبإشراف أماني السعيد. تأتي هذه الفعاليات لتجسيد روح الفن العربي الأصيل في صورة مشهد متنوع يجمع الأجيال، مع إعادة الاعتبار للأغاني الكلاسيكية.

من العروض البارزة في هذا المهرجان، كانت الأمسية التي بعنوان «ليلة في حب حليم ووردة» على مسرح النافورة، حيث قدّم المايسترو الدكتور علاء عبدالسلام باقة من الألحان التي تُجسد المشاعر. تألق الفنان محمد ثروت في استعادة أغاني “العندليب” عبدالحليم حافظ، حيث قدّم مجموعة من روائع الزمن الجميل مثل “فاطمة”، “مداح القمر”، و”قارئة الفنجان”. كما أبدعت مروة ناجي في تذكير الحضور بصوت الراحلة وردة الجزائرية من خلال تقديمها لأغانٍ مثل “طبعا أحباب” و”مالي”.

على مسرح الجمهورية، تألقت النجمة نادية مصطفى، مقدمة باقة من الأغاني الأثرية برفقة الفرقة القومية العربية للموسيقى، حيث تفاعل الجمهور مع أدائها العاطفي. بينما قدم نجوم الأوبرا المصرية الآخرين فواصل موسيقية غنائية متنوعة.

أما في معهد الموسيقى العربية، فقد استمتع الجمهور بحفل النساء ضمن فرقة كوكب الشرق النسائية، التي قدمت أدائاً متناغماً تحت قيادة مجموعة من المطربات الشابات، مما أضفى جواً من الأنوثة والجمال للفن.

في أوبرا الإسكندرية، قدم الثنائي محمد الخولي وياسر سعيد عرضاً حيوياً جمع بين الأصالة والحداثة، حيث قدما مجموعة من الأغاني الخالدة التي أعادت للأذهان سحر الأغنية العربية. وفي أوبرا دمنهور، أضاءت فرقة شموع المسرح بعروض فنية استحضرت الروح الوطنية عبر مجموعة من الألحان المؤثرة.

تستمر فعاليات المهرجان في تقديم أجواء من التألق والاحتفاء بالهوية الموسيقية العربية، مع تأكيد مكانة دار الأوبرا المصرية كمركز يحرص على الحفاظ على التراث الغنائي وفتح أبوابه لإبداعات جديدة. فهي المكان الذي يلتقي فيه الماضي مع الحاضر، في سيمفونية تدور حول الحب والفن الذي لا ينتهي.