تراجع بتسلئيل سموتريتش عن تصريحاته المسيئة للسعودية
تراجع بتسلئيل سموتريتش، رئيس حزب “الصهيونية الدينية” ووزير المالية في الحكومة الإسرائيلية، عن تصريحاته الأخيرة التي جرّت جدلاً واسعًا في الساحة السياسية والإعلامية، سواء على الصعيد المحلي أو الإقليمي. إذ أثار سموتريتش أزمة بعد قوله: “لو عرضت السعودية علينا التطبيع مقابل إقامة دولة فلسطينية، فسوف نرفض. استمروا بركوب الجمال في صحراء بلادكم”. وقد قوبل هذا الموقف بانتقادات حادة من قبل الأوساط الدبلوماسية ومستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي، مما دفعه للاعتذار بعد فترة قصيرة من التصريح. وفي تغريدة له على منصة X (تويتر سابقًا)، قال سموتريتش: “تصريحي الأخير عن السعودية لم يكن موفقًا، وأنا أعتذر عن الإهانة التي تسببت بها كلماتي”. وأعرب عن أمله في أن لا تتخذ السعودية أي خطوات عدائية تجاه إسرائيل، وشدد على أهمية الاعتراف بتاريخ الشعب اليهودي وحقوقه في يهودا والسامرة، داعيًا إلى العمل من أجل تحقيق سلام حقيقي بين البلدين.
تحولات الأوضاع في الحكومة الإسرائيلية
في سياق آخر، شهد اجتماع مجلس الوزراء الإسرائيلي الذي عقد الخميس الماضي حالة من التوتر بين رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو والوزراء، بعد أن وجه نتنياهو انتقادات لاذعة لبعض الوزراء الذين أبدوا تأييدهم لمشروعات قوانين تتعلق بضم المزيد من الأراضي للفلسطينيين. وقال نتنياهو للوزراء إنه ليس من الضروري إرضاء رغبات قواعدهم الجماهيرية فقط، بل عليهم أن يتحلوا أيضًا بالمسؤولية في اتخاذ قراراتهم السياسية. في المقابل، رد الوزيران إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش، زعيما حزبي “عوتسما يهوديت” و”الصهيونية الدينية”، مؤكدين أنه لو كان نتنياهو قد اتخذ خطوات أسرع سابقًا، لكان بالإمكان فرض السيادة الإسرائيلية على تلك الأراضي. وأشارا إلى أن جزءًا كبيرًا من الإسرائيليين يدعم هذا التوجه، ويجب أن يكون ذلك واضحًا أمام الإدارة الأمريكية والرئيس السابق دونالد ترامب.
كما أصدر مكتب رئيس الوزراء بيانًا باللغة الإنجليزية وصف فيه عضو الكنيست يولي إدلشتاين، الذي يعتبر من أبرز المعارضين داخل حزب الليكود، بـ”الساخط”. ومع ذلك، أغفل البيان الإشارة إلى أن أعضاء حزبي بن غفير وسموتريتش صوتوا مؤخرًا لصالح مقترحات مختلفة لفرض السيادة على منطقة معاليه أدوميم وبعض المناطق في يهودا والسامرة. خلال نفس الاجتماع، تطرق نتنياهو لمقالة كتبها بن غفير حول مروان البرغوثي، عقب تصريحات ترامب الأخيرة لمجلة “تايم”. وأوضح بن غفير احترامه للرئيس الأمريكي السابق، مُشددًا على أن إسرائيل دولة ذات سيادة وأن البرغوثي “قاتل نازي”، وأنه لن يُفرج عنه بأي حال.
تشير هذه التطورات إلى تفاقم الانقسامات السياسية داخل الحكومة الإسرائيلية وتزايد الخلافات حول قضايا أساسية مثل السيادة على الأراضي والعلاقات الخارجية، وخاصة مع السعودية. كما تعكس الأحداث حجم التوتر في العلاقة بين السلطة التنفيذية في إسرائيل وبعض الجهات الدولية، وسط استمرار تعثر مساعي التطبيع الإقليمي وتزايد الضغوط الداخلية على حكومة نتنياهو.

تعليقات