تستعد شركة الصناعات الأساسية “سابك السعودية” للإعلان عن نتائجها المالية للربع الثالث من عام 2025، وهو ما يترقبه المستثمرون وخبراء الاقتصاد نظرًا للأهمية الكبيرة التي تتمتع بها الشركة في القطاع الصناعي والبتروكيماوي عالميًا. تمثل هذه النتائج فرصة للتقييم الدقيق لأداء الشركة في سياق التحديات الاقتصادية العالمية وتقلبات أسعار المواد الخام والطاقة، بالإضافة إلى التغيرات في الطلب العالمي على المنتجات البتروكيماوية.
توقعات إيجابية لأرباح سابك في الربع الثالث
وفقًا لتقديرات المؤسسات البحثية، من المتوقع أن تحقق “سابك” أرباحًا تقدر بحوالي 482 مليون ريال في الربع الثالث، وذلك بعد تسجيلها خسائر ضخمة بلغت 5.28 مليار ريال في النصف الأول من العام. يُعزى هذا التحسن المحتمل إلى انخفاض التكاليف التشغيلية، وزيادة الطلب على بعض المواد البلاستيكية والكيماوية، بالإضافة إلى إجراءات الشركة في ضبط النفقات وتعزيز الكفاءة الإنتاجية لمصانعها في المملكة وخارجها. تواصل “سابك” استراتيجيتها للتحول الصناعي والتشغيلي من خلال تنفيذ مشاريع كبرى مثل مجمع فوجيان في الصين ومصنع الميثيل ثالثي بوتيل الإيثر (MTBE) التابع لشركة بتروكيميا. كما أُجريت عمليات تطوير رأس المال وإعادة الهيكلة، والتي شملت بيع بعض الأصول مثل شركة حديد وشركة ألبا، مما ساهم في تحسين الأداء المالي وتعزيز التركيز على الأنشطة الأساسية ذات القيمة المضافة.
استثمارات ومشاريع تدعم مكانة سابك الدولية
تجسد إنجازات “سابك” تفوقها ليس فقط في الأداء المالي بل أيضًا في مجالات الابتكار والاستدامة. فقد حازت الشركة على 6 جوائز إديسون متتالية تقديرًا لحلولها الصناعية المبتكرة، وتم تصنيفها من قبل وزارة الاقتصاد والتخطيط كشركة رائدة في استدامة قطاع البتروكيماويات بالمملكة. تستمر الشركة في دعم الاقتصاد الدائري من خلال تطوير حلول صديقة للبيئة، مما يعكس التزامها بالتحول نحو اقتصاد منخفض الانبعاثات، بما يتناسب مع مستهدفات رؤية السعودية 2030.
تُعتبر “سابك” اليوم واحدة من أكبر شركات البتروكيماويات عالميًا، حيث تملك أكثر من 60 موقع تصنيع في 43 دولة، ويعمل بها نحو 28 ألف موظف. كما تقدر قيمة علامتها التجارية بحوالي 18.3 مليار ريال، وهي تملك أكثر من 11 ألف براءة اختراع، مما يجعلها لاعبًا رئيسيًا في قطاع الصناعات الكيميائية عالميًا.
سابك كرمز وطني للابتكار والاستدامة الصناعية
تعتبر قصة “سابك” نموذجًا يعكس رؤية وطنية شاملة تهدف إلى تعزيز مكانة المملكة كقوة صناعية واقتصادية عالمية. من خلال مساهمتها في بناء كوادر وطنية مؤهلة والمشاركة في مبادرات المسؤولية الاجتماعية لدعم التعليم والبحث العلمي، أصبحت “سابك” أحد الأعمدة الأساسية للتنمية المستدامة في المملكة. وبقرب موعد الإعلان عن نتائج الربع الثالث، ينتظر السوق بشغف مؤشرات جديدة من شأنها تعزيز الثقة في أداء الشركة واستمراريتها في تحقيق أهدافها الاستراتيجية نحو مستقبل أكثر استدامة وتنافسية.

تعليقات