المشاعر: طابعها لم يعد معروفاً بعد اليوم!

حديث المشاعر

يأتي في بعض الأحيان شعور غامر يدفعني لاستجماع أفكاري ومشاعري المتناثرة. حينها، أستخدم قلمي بشغف لأعبر عن تلك الألحان العميقة والمدفونة في أعماقي. وقد مرّ كل منا بلحظات مماثلة، ومن هنا أقول لنفسي: يجب أن ندرك أن الحياة لن تمضي كما نريدها بكل تفاصيلها. وما يؤلمني هو الندم على مشاعري الجميلة تجاه أشخاص لا يستحقونها على الإطلاق.

انفعال الروح

ما أتحدث عنه هنا هو مشاعر أصبحت متشابهة في تلك الأوقات، حيث يبدو أن مشاعر الود لدى البعض تتبدل بشكل غير متوقع. كنت أظن أن أولئك الذين أحبهم يحملون مشاعر صادقة، لكنهم قد أظهروا ألواناً متعددة من الخداع، مما جعلني أشعر بالخديعة تجاه تلك المشاعر. كنت أعجز عن إدراك أن هذه الألوان ليست سوى قناع يرتديه الكثيرون. أجد نفسي أبحث عن الحب داخل مشاعر لا تعرف سوى الخداع، مما جعلني أدرك أنه يجب أن أقطع العلاقات التي لا تعبر عن مسار الحق.

وبما أن الحياة تمضي بنا، نتقابل مع قلوب كثيرة، لكن السؤال الذي يطرح نفسه: هل جميع تلك القلوب تحمل نفس المشاعر حقاً؟ أم أن مشاعرنا تختلف تبعاً لطبيعة العلاقات؟ من خلال تجاربي، أدركت أنني التقيت بقلوب لم تتسم بالمصداقية، مما أعطى دفعاً لحدوث تغيير في فهمي للمشاعر.

لقد استنتجت نوعين من المشاعر: مشاعر تعتمد على الصدق بالمشاعر والتصرفات، ومشاعر أخرى تتميز بالغدر والخداع، حيث تتزين بالكلمات الرقيقة ولكنها في العمق فاقدة للمضمون. إنه لأمر مؤلم أن نكتشف أن مشاعر بعض البشر أصبحت جزءاً من لعبة نغنيها لمن نريد، وننغمس في مشاعر الكراهية تجاه من نرغب.

كنت أحتفظ بصورة جمالية في ذهني لأشخاص اعتقدت أن صدقهم سيستمر، لكن عندما تكشفت لهم الأمور رأيت مدى الزيف الذي لطالما خبأوه خلفتهم. كتمت في قلبي مشاعر صادقة ظننت أنها ستجد طريقها إلى الوفاء، ولكن للأسف وجدت أن تلك المشاعر قد تلونت بألوان خادعة.

لذا، يجب علينا أن نحرص على زراعة المشاعر الصادقة، ونبتعد عن التكلف والتلون. إذا كانت القلوب صادقة، فهي وحدها من تستطيع أن تعطيك حباً حقيقياً وجميلاً. لنحافظ على صفاء قلوبنا ونستقبل الحب بالتزام وقوة في المشاعر.

ما أجمل تلك المشاعر التي تعتبر بمثابة رحيق الحياة، والتي تعكس الوفاء بصدق وعمق. في النهاية، سيبقى السؤال: ماذا يبقى إذا جفت مشاعرنا؟

*همسة*
إذا كان الشخص لا يراعيك إلا بتكلف، فاتركه ولا تكثر عليه التساؤلات. في النهايات، هناك الكثير من البشر البديلين، وفي تركهم راحة لنا، وفي القلب صبر للحبيب ولو جفا.