برنامج وطني لحماية البيئة البحرية
أطلق المركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية بالتعاون مع جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية “كاوست”، مبادرة وطنية مبتكرة تهدف لحماية البحر الأحمر والخليج العربي من الأنواع البحرية غير الأصلية والغازية. تأتي هذه الخطوة ضمن جهود المملكة لتعزيز الحفاظ على التنوع الأحيائي البحري وحماية النظم البيئية. يُعتبر هذا البرنامج أول جهد وطني منسق يهدف إلى تأسيس قاعدة بيانات شاملة للأنواع البحرية الدخيلة والغازية في البلاد.
مبادرة لحفظ التنوع الأحيائي البحري
يعتمد البرنامج على استخدام تقنيات بحثية متقدمة تشمل المسوحات الميدانية، وتطبيق أساليب البصمة الوراثية، بالإضافة إلى تحليل حركة الملاحة البحرية. وقد أتيح ذلك لبناء قاعدة علمية دقيقة توضح توزيع الأنواع ومسارات انتشارها. أظهرت النتائج الأولية رصد مئات الأنواع البحرية غير الأصلية المحتملة، حيث تم تحديد 181 نوعًا في البحر الأحمر، و168 نوعًا في الخليج العربي، مع ملاحظة تركز أكبر للأنواع في المناطق القريبة من الموانئ. كما أسهم البرنامج في تطوير أول مكتبة للبصمة الوراثية للأنواع البحرية غير الأصلية المحتملة في المنطقة.
بينما يواصل المركز تطوير حقيبة وطنية للأمن الأحيائي البحري تتضمن أنظمة رصد مبكر باستخدام المجسات الجزيئية ونماذج تنبؤية إلى جانب مواد توعوية. علق الدكتور محمد علي قربان، الرئيس التنفيذي للمركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية، على هذه المبادرة بقوله: “يعكس هذا البرنامج التزام المملكة الراسخ بتعزيز البحث العلمي وتطبيقاته في حماية البيئة البحرية، بما يتماشى مع مستهدفات رؤية المملكة 2030 ومبادرة السعودية الخضراء.”
تساهم هذه الجهود في تأمين بيئة بحرية صحية ومستدامة، وتعزز من أهمية البحث والابتكار في مواجهة التحديات البيئية. إن البرنامج ينطوي على أبعاد استراتيجية تدعم الوعي العام بأهمية الحفاظ على التنوع الأحيائي واستدامة السواحل البحرية.

تعليقات