مؤتمر تحديد مستقبل الزراعة في المملكة 2025
استمرت اليوم فعاليات مؤتمر مستقبل الزراعة 2025 في العاصمة الرياض، والذي يُعقد في إطار المعرض الزراعي السعودي 2025. يُنظم المؤتمر من قبل وزارة البيئة والمياه والزراعة بالتعاون مع شركة معارض الرياض، بمشاركة أكثر من 446 جهة وشركة من 34 دولة، بما في ذلك إحدى عشرة مشاركة رسمية، وبحضور عدد من الخبراء وصنّاع القرار في مجالات الزراعة والتقنيات الحديثة والأمن الغذائي.
خلال الكلمة الرئيسة لليوم الثاني من المؤتمر، قدم الدكتور سليمان الخطيب وكيل وزارة البيئة والمياه والزراعة المكلف، معلومات حول النظم الغذائية وأهميتها كإطار اقتصادي يساهم بنحو 10 تريليونات دولار، ما يعادل حوالي 12 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، بالإضافة إلى تأثيرها على نحو 40 في المئة من الوظائف حول العالم.
وأكد الخطيب على أن المملكة شهدت تحولًا هيكليًا في القطاعين الزراعي والغذائي، حيث يتم التركيز على تنويع الإنتاج وتحسين كفاءة استغلال الموارد الطبيعية وتعزيز القيمة المضافة في الزراعة. بجانب ذلك، تم تطوير استراتيجيات وطنية تهتم بالزراعة والمياه والبيئة والتوسع في المشروعات الزراعية المتقدمة مثل انتاج الدواجن والألبان، والاعتماد على الابتكار الرقمي لدعم القطاع.
وأشار الخطيب إلى أن الناتج الزراعي للمملكة قد تجاوز 16 مليون طن في عام 2021، بقيمة تزيد عن 118 مليار ريال، بمعدل نمو بلغ 7 في المئة خلال خمس سنوات. كما حققت المملكة الاكتفاء الذاتي الكامل في إنتاج التمور والحليب وبيض المائدة، مع نسب اكتفاء مرتفعة في الخضروات والدواجن، وعوائد تصديرية بلغت 1.7 مليار ريال للتمور و600 مليون ريال لاستزراع الأسماك.
كما تواصل المملكة دورها الإقليمي والدولي في دعم الأمن الغذائي المستدام، حيث تشمل المبادرات جهود تقليل الفاقد من الغذاء وتعزيز الزراعة الدائرية ودعم مصادر الطاقة المتجددة في العمليات الزراعية، مما يعزز مكانتها كمركز عالمي للأمن الغذائي والابتكار الزراعي.
مؤتمر الزراعة المستدامة في السعودية
استعرض المهندس علي الزهراني، مدير إدارة تنفيذ الاستراتيجية الوطنية للزراعة، التزام المملكة ببناء قطاع زراعي مبتكر ومستدام يضمن الأمن الغذائي والمائي، وذلك من خلال التحول التقني واستدامة الموارد بما يتماشى مع مستهدفات رؤية السعودية 2030. وأوضح أن الوزارة أطلقت ثمانية برامج وطنية تشمل 38 مبادرة استراتيجية ترتكز على تطوير سلاسل الإمداد وتمكين المجتمعات الريفية.
بين الزهراني أن القطاع الزراعي حقق نموًا مركبًا بنسبة 7 في المئة خلال خمس سنوات، مع تقليل استهلاك المياه غير المتجددة بنسبة 22 في المئة وزيادة الزراعة العضوية بنسبة 29 في المئة. كما حددت الوزارة أربعة مجالات استثمارية واعدة للقطاع الخاص تتضمن إنتاج البذور وسلاسل القيمة للفاكهة والخضروات عالية التقنية والأعلاف البديلة، إلى جانب تعزيز نشاط الاستزراع السمكي.
أُقيمت في المؤتمر عدة جلسات حوارية تتناول مواءمة السياسات الزراعية مع التقنيات الحديثة، ودور القطاع الخاص في تعزيز الابتكار والاستثمار في الزراعة. وقد تم تناول موضوعات الذكاء الاصطناعي وأثره على تعزيز الأمن الغذائي واستدامة الموارد، كما تم مناقشة مستقبل الزراعة داخل البيوت المحمية.
انطلقت فعاليات المؤتمر أمس بكلمة ألقاها الرئيس التنفيذي لشركة معارض الرياض، والذي أكد أهمية الابتكار في تعزيز إنتاجية الأمن الغذائي، مشيرًا إلى أن المملكة أصبحت اليوم مُصدّرة صافية للعديد من المنتجات الغذائية بفضل التطورات الكبيرة في تقنيات الزراعة الحديثة. يمثل مؤتمر مستقبل الزراعة 2025 منصة دولية للخبراء لمناقشة أحدث الابتكارات والتوجهات في هذا المجال، تأكيدًا لالتزام المملكة بتطوير قطاع زراعي متقدم قائم على التقنية والمعرفة والشراكات الدولية.



تعليقات