محمد عبدالله العتيبي
الإقبال على نشر الكتب في زمن السوشيال ميديا
سمعت ذات مرة عبارة قالتها فتاة أثناء تجولها في أروقة معرض الرياض الدولي للكتاب 2025، حيث كانت تشير إلى إمكانية أن تصادف بعض المشاهير المعروفين. هذه العبارة جاءت في الوقت الذي كان يتواجد فيه أحد مشاهير اليوتيوب لتوقيع كتابه الأول، وذلك بعد أيام من ظهور كاتب جديد على تطبيق سناب شات. تعكس هذه الظاهرة تنامياً ملحوظاً في التأليف والنشر من قبل شخصيات بارزة على وسائل التواصل الاجتماعي.
الكتابة في عصر التواصل الاجتماعي
لقد شهدت السنوات الأخيرة زيادة كبيرة في الأفراد الذين ينشرون كتبهم بعد أن حققوا شهرة على المنصات الاجتماعية، ووجدت أن بعض هذه الأعمال تتسم بالجودة. يلفت الدكتور عبدالله الغذامي الانتباه إلى أهمية المصطلح “الرداءة” بدلاً من “التفاهة”، مشيراً إلى أن “الرداءة” يمكن تحليلها وقياسها بشكل موضوعي، بينما “التفاهة” تحمل طابعاً عاطفياً وأخلاقياً غير مبرر. يهدف البعض إلى تقليل قيمة هذه الأعمال متجاهلين أن الإقبال على المعارض الثقافية ليس مجرد ترفيه، بل قد يكون مدخلاً لتقريب الأجيال الجديدة إلى عالم القراءة والثقافة.
هناك من يعتبر أن الانجذاب لكتب هؤلاء المشاهير ما هو إلا تعبير عن تدخل الدخلاء في عالم الثقافة، متسائلين عن سبب عدم استغنائهم عن منصاتهم. ولكن مما لا شك فيه أن بعض هؤلاء الأفراد يقدمون محتوى غنياً ومفيداً، مما يدعو للتفاؤل بزيادة عدد القراء. هناك حالات عديدة تجعل من القراءة وسيلة للترفيه في البداية، ومن ثم تتطور إلى شغف ومعرفة أعمق. تجارب مثيرة تعكس كيفية تحول بعض الأشخاص إلى قراء شغوفين بفضل معارض الكتب.
بالإضافة إلى ذلك، أحد مشاهير الإعلام الجديد الذين شهدتهم في المعرض كان شاباً طموحاً يوثق رحلته الأكاديمية بنقل تجاربه الإيجابية في كتاب، ومع ذلك يتعرض للسخرية من قبل بعض الحريصين على احتكار الثقافة. يظهر أن من يحملون صفة “التفاهة” هم من قلما يتمتعون بجماهيرية، كما أشار الدكتور الغذامي. إن الثقافة لا تتعلق فقط بالأسماء المعروفة بل تشمل جميع الأصوات التي تُعبر عن تجارب فريدة، والتي تُثري المشهد الثقافي.

تعليقات