من هو مارك سافايا؟ ملك القنب وصديق “تسوركوف” يصبح مبعوثا خاصا للعراق

تعيين مارك سافايا كمبعوث خاص إلى العراق

أحدث قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتعيين رجل الأعمال مارك سافايا كمبعوث خاص إلى العراق ضجة كبيرة في الأوساط السياسية، حيث يُعرف سافايا بأنه أحد الشخصيات البارزة في صناعة القنّب في الولايات المتحدة، مما جعله يُلقب بـ”ملك القنّب في ديترويت”. ويُعتبر هذا الاختيار تعبيرًا عن توجهات غير تقليدية في السياسة الأمريكية، حيث يأتي من خارج نطاق الدبلوماسية التقليدية.

اختيار غير نمطي

يُعبر الكثيرون عن أن تعيين سافايا يعتبر مؤشرًا على أهمية العراق على الأجندة الأمريكية في الوقت الحالي. ويمتلك سافايا, الذي يبلغ من العمر 40 عامًا، أصولاً عراقية ويعود إلى المكون الكلداني، وقد هاجر مع عائلته إلى الولايات المتحدة في التسعينيات. ورغم نجاحه في مجال زراعة القنّب دون تربة، إلا أن سجله السياسي محدود، حيث لم يكن له تأثير سياسي بارز قبل تعيينه. ومع ذلك، يعتقد البعض أن أصوله العراقية قد تمنحه ميزة في التواصل مع الحكومة العراقية.

تعليقًا على هذا التعيين، أبدت الباحثة إليزابيث تسوركوف استغرابها، حيث اعتبرت أن وجود سافايا في هذا المنصب يعد خبرًا سيئًا لإيران وأطراف أخرى تعمل على تحقيق مصالحها في العراق. وأشارت إلى أن سافايا كان له دور في إنقاذها بعد اختطافها، مما يعكس علاقاته الخاصة والعميقة في هذا السياق.

مارك سافايا هو الذي أقام في منطقة ديترويت بولاية ميشيغان، ويعتبر من أهم المستثمرين في مجال القنّب القانوني. فهو يمتلك عدة متاجر وعلامات تجارية خاصة به، ويقود مشاريع زراعية مبتكرة في هذا المجال. بدأ مسيرته في مجال التجارة الصغيرة قبل أن يستثمر في قطاع القنّب بعد تقنينه في ولاية ميشيغان، حيث أسس شبكة استثمارية واسعة دون الاعتماد على تمويل خارجي.

على الصعيد السياسي، كان سافايا من الداعمين الرئيسيين لحملة ترامب، مما أدى لاختياره في هذا المنصب. تعتبر هذه الخطوة جزءًا من استراتيجية ترامب الأوسع لضم رجال الأعمال للمجال الدبلوماسي، والتي تُعرف أحيانًا بـ”الدبلوماسية عبر الصفقات”. وقد ظهرت بعض الانتقادات حول سافايا، من بينها النقاشات حول إعلانات القنّب التي أثارت جدلًا في ديترويت، بالإضافة إلى الدعاوى القانونية المتعلقة بنشاطاته ولكن دون وجود إدانات جنائية ضده.

الجوانب الشخصية لسافايا تظل غامضة بعض الشيء، حيث لا توجد معلومات وافية عن خلفياته التعليمية أو الشخصية، مما يجعل من الصعب تقييم كامل لفرصه في هذا الدور الجديد. اختيار مارك سافايا لهذا المنصب يعكس الأسلوب غير التقليدي لإدارة ترامب في السياسة الخارجية، ويذكر الكثيرون أن هناك تساؤلات حول ما إذا كان سافايا سيتبنى أساليب دبلوماسية جديدة أو سيستمر في الحفاظ على ارتباطاته القديمة مع صناعة القنّب.