السلاح خيار.. أمام المجندين: الانخراط في المؤسسات الأمنية أو تحويل المسار نحو العمل السياسي
مستقبل العملية السياسية والأمنية في العراق
أكد رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، اليوم الاثنين، أن أي شخص يحمل السلاح أمامه خياران لا ثالث لهما: الانضمام إلى المؤسسات الأمنية أو دخول العمل السياسي. وأشار إلى أن هذا الاتجاه متفق عليه، وتعمل الحكومة على تنفيذه بشكل تدريجي لضمان استقرار الدولة وحصر السلاح بيدها.
مسار الإصلاح السياسي والأمني
وأوضح السوداني، خلال اجتماعه بمجموعة من الإعلاميين العرب والأجانب في بغداد، أن الحكومة تسعى إلى تعزيز مفهوم الدولة الواحدة ذات القرار المركزي، مشدداً على أن الاستقرار الأمني والسياسي لا يمكن تحقيقه في ظل وجود تشكيلات مسلحة خارج إطار القانون. وأكد على أهمية توفير بيئة سياسية آمنة تتيح لجميع الأطراف المشاركة في العملية السياسية عبر القنوات الدستورية، بعيداً عن أي مظاهر مسلحة أو غير قانونية.
لفت رئيس الوزراء إلى أن المواطنين لهم دور أساسي في تشكيل مستقبل العملية السياسية، وأن المشاركة الواسعة في الانتخابات المقبلة ستعزز قدرة أي حكومة مستقبلية على اتخاذ قرارات استراتيجية تفيد الشعب. كما أعرب السوداني عن أمله في عودة التيار الصدري إلى السباق الانتخابي، مشدداً على أن الحوار معهم لم يتوقف وأن العملية الديمقراطية لا تكتمل دون مشاركة جميع القوى السياسية.
على الجانب الاقتصادي، أكد السوداني أن الوضع المالي والاقتصادي في العراق في أفضل حالاته، مبيناً أن العجز المالي المسجل هو نتيجة لسياسات مالية سابقة. وقد نجحت الحكومة في تخفيض العجز إلى 34 تريليون دينار مع الحفاظ على استقرار العملة والأسواق. كما أشار إلى أن الإصلاحات الاقتصادية تتطلب تحالفا نيابيا قوياً، كونها عملية طويلة الأمد تستلزم إرادة سياسية واضحة.
وفيما يتعلق بملفات الطاقة والاستثمار، كشف السوداني عن تعاقدات مع شركة جنرال إلكتريك الأمريكية لإضافة 24 ألف ميغاواط إلى منظومة الكهرباء، بالإضافة إلى اتفاق مع شركة “اكسرليت إنرجي” الأمريكية لتوريد الغاز للعراق، موضحاً أن هذه الخطوات تمثل توسعاً تاريخياً في قطاع الطاقة العراقي. كما أعلن عن تحقيق تقدم في ملف النفط مع إقليم كردستان، حيث تتناول المفاوضات الحالية تنظيم الإيرادات غير النفطية لضمان استمرارية صرف الرواتب.
وفي السياق الإقليمي، رحب السوداني بتعيين مبعوث خاص للرئيس الأمريكي إلى العراق، معرباً عن أمله في أن تكون مهمته ناجحة، خاصةً لأنه من أصول عراقية. وبيّن أن العراق يدعم الحوار مع إيران بعيدًا عن الضغط، لأن ذلك لا يحقق نتائج إيجابية، مؤكداً ضرورة الاستقرار الإقليمي للدول المنتجة للطاقة. وشدد على أن القضية الفلسطينية يجب أن تحل لتجنب المزيد من الاضطرابات، مجدداً موقف العراق الداعم لإقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس.
ختاماً، أكد السوداني أن العراق يمر حالياً بمرحلة من الاستقرار والإعمار والتنمية الشاملة، وأن المشاريع الكبرى، وخاصة مشروع طريق التنمية، تمثل الأساس لبناء عراق جديد يرتكز على الشراكات الاقتصادية والانفتاح الإقليمي.
تعليقات