تطورات التطبيع العربي مع إسرائيل في ظل الوضع القائم في غزة
أكد المبعوث الأميركي إلى سوريا، توم براك، في تصريحاته اليوم الاثنين، أن الدفع نحو خطة الرئيس الأميركي دونالد ترمب المكونة من 20 نقطة لوقف الصراع في غزة قد سهل الطريق لتوسيع اتفاقيات التطبيع مع إسرائيل بشكل أكثر وضوحاً من أي وقت مضى، على الرغم من التحديات المستمرة المرتبطة بقضية حركة “حماس” الفلسطينية.
وأضاف براك أن إيران تعاني حالياً من ضغوط سياسية واقتصادية وأخلاقية، مشيراً إلى أن المملكة العربية السعودية قد تقترب من الانضمام رسمياً إلى اتفاقيات التطبيع، مع توقعات بأن تتبعها دول أخرى قريباً. وأشار إلى أن الدول في منطقة المشرق قد تجد نفسها غير قادرة على مقاومة فكرة الانضمام، ليس نتيجة للضغط، بل بدافع السعي نحو الازدهار. واعتبر براك أن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة يعد “إنجازاً استثنائياً، حيث يبدأ السلام بالثمار ويؤدي إلى ترسيخ الازدهار بين الأمم التي كانت تتنافس بشكل حاد قبل أيام قليلة”.
في سياق متصل، صرح ترمب يوم الجمعة الماضي بأنه يتوقع توسيع اتفاقيات التطبيع قريباً، معرباً عن أمله في أن تنضم السعودية ودول أخرى إلى الاتفاق الذي شهد تطبيع العلاقات بين إسرائيل وبعض الدول العربية. وقد قال: “أعتقد أنه عندما تنضم السعودية، سينضّم الجميع”.
تجدر الإشارة إلى أن دولة الإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين قد وقعتا اتفاقيات التطبيع مع إسرائيل في عام 2020، مما جعل منهما أول دولتين عربيتين تعترفان بإسرائيل منذ ربع قرن، وقد لحقت بهما المغرب والسودان بعد ذلك.
مستقبل العلاقات العربية الإسرائيلية
تسير المسارات الدبلوماسية في المنطقة نحو تحولات كبيرة قد تعيد تشكيل العلاقات السياسية والاقتصادية بين الدول العربية وإسرائيل. من المتوقع أن تشهد الأسابيع المقبلة مزيداً من المبادرات التي تدعم هذا الاتجاه، حيث تؤكد التصريحات الأخيرة أن الأولويات في المنطقة تتجه نحو التعاون وتجاوز الحدود التقليدية، وهو ما يعكس التغيرات المتلاحقة في المواقف الإقليمية والدولية. الأوضاع في غزة تشكل عامل ضغط أيضاً، لكن الرغبة في السلام والازدهار قد تفتح أبواباً جديدة للسلام وتعزيز الاستقرار في منطقة لطالما عانت من النزاعات.

تعليقات