النادي الثقافي العربي في الشارقة يستضيف جلسة حوارية حول مفهوم الثنائية الضدية

الثنائية الضدية في الفكر الإنساني

نظم النادي الثقافي العربي في الشارقة مساء السبت، أمسية ثقافية تناولت “الثنائية الضدية في الفكر الإنساني”، تحدثت فيها الدكتورة سمر الديوب وعلق عليها الدكتور صالح هويدي، وأدار الجلسة الدكتور محمود بكري، بحضور الدكتور عمر عبد العزيز رئيس مجلس إدارة النادي وعدد من المثقفين والكتاب.

التناقض والخصوم المتضادين

في تقديمه للموضوع، أكد الدكتور محمود بكري أن “الثنائية الضدية ليست مجرد مفهوم فلسفي، بل هي نبض الفكر الإنساني ذاته، وقنطرة لفهم العالم والتعبير عنه؛ فلا يتكون المعنى بدون التضاد، ولا تنبثق الفكرة بدون الصراع”. وأشار إلى قول أبو الطيب المتنبي: “ونذُمّهم، وبهم عرفنا فضله! وبضدها تتبين الأشياء”. تتبعت الدكتورة سمر الديوب في محاضرتها كتابها الجديد “الإيقاع الثنائي الضدي”، مستعرضة خريطة الفكر الإنساني بطرق فلسفية وأدبية وعلمية.
ذكرت أن الثنائية الضدية تعد ظاهرة فكرية عابرة للثقافات ونسجاً مهماً للتفكير والتعبير الإنساني، حيث تتعامل الثقافات المختلفة مع الأضداد، مما يثري الإبداع الإنساني.
عرفت الدكتورة الثنائية الضدية على أنها مصطلح فلسفي يشير إلى وجود أزواج من القيم المتعارضة التي تفسر الكون، مثل الخير والشر، والنور والظلام. بدأت هذه الفكرة في الفلسفة اليونانية مع فيثاغورس وأفلاطون، وتجلت أيضاً في الحكمة الشرقية. كما ناقشت تأثير الثنائية في مجالات متعددة بما في ذلك العلوم واللغة.
في تعقيبه على المحاضرة، أشار الدكتور صالح هويدي إلى أن إدراك الإنسان للتناقضات والمتناقضات هو من المعارف الفطرية، وأن الثنائيات تولدت مع وجود الإنسان، مؤكداً أن التنظير لهذه المفاهيم مستمر حتى اليوم.
اختتم الدكتور عمر عبد العزيز بالقول إن الدكتورة سمر ديوب قد غاصت في مفهوم الثنائية الضدية وتنوعاتها عبر الفنون والآداب والعلوم، مبرزاً الأبعاد المختلفة التي تتناولها.