
أقدمت جماعة الحوثي على اختطاف عدد من موظفي الأمم المتحدة في صنعاء بعد اقتحام مقر المنظمة الأممية. وصادر المسلحون هواتف الموظفين، في تصعيد مقلق يأتي وسط تحذيرات من تفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن. وأكد مصدر في الأمم المتحدة تزايد وتيرة اقتحامات الحوثيين لمقرات المنظمة خلال الأيام الأخيرة، وذلك عقب خطاب لعبد الملك الحوثي، زعيم الجماعة، اتهم فيه منظمات إنسانية بالتجسس. وكان الحوثي قد ادعى وجود “خلايا تجسسية خطيرة” تابعة لمنظمات إنسانية، زاعمًا أن خلية تابعة لبرنامج الغذاء العالمي ساعدت إسرائيل في استهداف الجماعة في صنعاء.
أزمة إنسانية في اليمن
تأتي هذه التطورات في ظل أزمة إنسانية خانقة يعيشها اليمن، حيث يواجه الملايين الجوع وارتفاع أسعار الغذاء، وذلك بعد سنوات من الانقلاب الذي فاقم الأوضاع المعيشية، وسط تحذيرات من مجاعة محتملة في عام 2026. وكانت الأمم المتحدة قد رفضت بشدة اتهامات الحوثيين لموظفيها، معتبرةً أن هذه المزاعم “مقلقة للغاية” و”تعرض حياة العاملين في القطاع الإنساني للخطر”. وحذر مسؤولون وعاملون في مجال الإغاثة من تداعيات هذه الاتهامات على مستقبل العمل الإنساني في اليمن، في ظل تصاعد المخاوف من عرقلة جهود الإغاثة وتفاقم معاناة السكان.
تداعيات تطورات الوضع الإنساني
تشهد اليمن منذ فترة طويلة أزمة إنسانية حادة، حيث تعاني العديد من الأسر من الفقر المدقع والنقص الحاد في الموارد الأساسية. التصعيد العسكري للحوثيين يؤثر سلبًا على عمليات الإغاثة التي تقدمها المنظمات الإنسانية، مما يزيد من تفاقم الوضع الإنساني المتدهور. بينما تحاول الأمم المتحدة والدول المانحة البحث عن طرق لتعزيز الدعم الإنساني، فإن الأوضاع الميدانية تعرقل كثيرًا من هذه الجهود. إن استمرار الأعمال العدائية والاعتداءات على منظمات الإغاثة يمثل تهديدًا حقيقيًا لجهود تقديم المساعدة للعائلات المحتاجة.

تعليقات