أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في مقابلة تناقلتها شبكة “فوكس بيزنس”، تفاؤله بقرب توسيع اتفاقيات أبراهام، معبراً عن أمله في انضمام المملكة العربية السعودية إلى الاتفاق الذي يسعى إلى تحسين العلاقات الدبلوماسية بين إسرائيل وعدد من الدول العربية. وأوضح ترامب: “أتمنى أن أرى السعودية تنضم، وأعتقد أن دخولها سيشجع الآخرين على ذلك”.
الشرط السعودي المستمر
لطالما أشارت السعودية إلى أنه لن يتم تطبيع علاقاتها مع إسرائيل ما لم توافق الأخيرة على خطة زمنية محددة وغير قابلة للتراجع لإنشاء دولة فلسطينية. من جهته، وافق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بشكل شفهي، على خطة ترامب للسلام التي تتضمن 20 نقطة، مشيراً إلى ضرورة تهيئة الظروف لإنشاء دولة فلسطينية من خلال إصلاح السلطة الفلسطينية ومشاريع تطوير غزة. وتختتم الخطة بأن الولايات المتحدة ستسعى لإنشاء حوار بين الإسرائيليين والفلسطينيين للاتفاق على آفاق سياسية موثوقة.
انتقادات خطة ترامب
أبرز ترامب في حديثه أن نتنياهو له تحفظات مفهومة بشأن إقامة دولة فلسطينية، مشيراً إلى أنه لم يقرر دعم حل الدولتين بشكل نهائي، وهو متطلب رئيسي وفق وجهة نظر الرياض للانضمام إلى اتفاقيات أبراهام.
الحقيقة أن الاتفاق الذي تم توقيعه بين إسرائيل وحركة حماس في شرم الشيخ لم يتضمن أي إشارة لحل الدولتين، كما كان من المفترض. ومع ذلك، ظل ترامب مفعماً بالتفاؤل بشأن إمكانية توسيع الاتفاقيات بعد دخول وقف إطلاق النار في غزة حيز التنفيذ، قائلاً: “لا أريد أن أقول إنه وشيك، ولكن يمكن أن يحدث قريباً”.
تطورات إيجابية قبل التصريحات
أكد ترامب أن مسؤولين سعوديين أبلغوه مؤخراً بأنهم مستعدون للانضمام إلى اتفاقيات أبراهام، مشيراً إلى محادثات بناءة أجراها مع دول أخرى من المرجح أن تنضم أيضاً. وعبر عن قناعته بأنهم سيدخلون الجميع قريباً جداً.
يرى ترامب أن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، بالإضافة إلى تطويق التهديدات النووية الإيرانية، قد يساهم في خلق بيئة مناسبة لدول عربية وإسلامية لتطبيع علاقاتها مع إسرائيل.
الاعتراف بحذر السعودية
أقر ترامب بحذر السعودية في موضوع التطبيع خلال زيارته لها، مشيراً إلى أن المملكة ستتخذ القرار حينما تتهيأ الظروف لذلك وفق رؤيتها الخاصة. وأوضح أنه لم يكن بالإمكان تطبيع العلاقات في ظل النزاع الجاري مع إيران.
تجدر الإشارة إلى أن الإمارات والبحرين وقعتا الاتفاقيات عام 2020، محطمتين بذلك عائقًا دبلوماسيًا ظل قائمًا لعقود، لتكونا أول دولتين عربيتين تعترفا بإسرائيل بعد معاهدة السلام مع مصر. تبعتهما المغرب والسودان في خطوات مشابهة. وقد أثنى ترامب على الدول التي قامت بالتوقيع قائلاً إن ذلك يتطلب شجاعة بالنظر إلى تزايد قوة إيران الإقليمية.
الحركة الإندونيسية في هذا السياق التفت، خلال الأسبوع، نحو إمكانية الانضمام إلى تلك الاتفاقيات، رغم التراجع السريع نتيجة التسريبات. وفي ذات السياق، تسعى السعودية للحصول على ضمانات دفاعية من الولايات المتحدة، بمثل تلك التي نالتها قطر، مما يعكس رغبتها في تقوية موقفها قبل اتخاذ خطوات نحو التطبيع.
تعليقات