تعقيدات قضية الجثث: شرعية سلاح المقاومة تثير النقاشات العاجلة في الأخبار المحلية

أكد غازي حمد، القيادي في حركة “حماس”، يوم الجمعة، أن مسألة جثث أسرى الاحتلال تظل قضية معقدة تستلزم وقتًا نظرًا للتغيرات الكبيرة التي شهدتها غزة نتيجة الدمار الذي خلفه العدوان، مضيفًا أن الوسطاء تفهموا موقف الحركة في هذا السياق. وشدد حمد على التزام الحركة بإعادة الجثث وفق ما تم الاتفاق عليه، مؤكدًا أن ما يحدث من قبل الاحتلال هو محاولات ضغط سياسية وإعلامية.

أشار حمد إلى أن “حماس” سجلت 28 شهيدًا مدنيًا جراء نيران الاحتلال، بالإضافة إلى الانتهاكات المتكررة منذ بدء الاتفاق. وأوضح أن الحركة ملتزمة بخطة ترامب وتعمل على إنهاء المرحلة الأولى منها. وأضاف أن العمل مستمر على مسارين متوازيين: الحفاظ على الهوية الفلسطينية وإعادة الإعمار، مع التأكيد على أن سلاح المقاومة هو سلاح شرعي ووطني، يُستخدم فقط ضد الاحتلال.

كما أشار حمد إلى أن الفصائل الفلسطينية تتفق على أن من يجب أن يتولى الحكم في غزة هم الفلسطينيون أنفسهم، مع رفض أي وصاية دولية على لجان إدارة القطاع. في سياق آخر، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في 9 تشرين الأول/أكتوبر الجاري عن اتفاق بين الاحتلال الإسرائيلي وحركة “حماس” يتعلق بالمرحلة الأولى من خطة وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، بعد مفاوضات غير مباشرة في مدينة “شرم الشيخ”، بمشاركة كل من تركيا ومصر وقطر، تحت إشراف أمريكي.

بموجب هذا الاتفاق، تم الاتفاق على أن تسلم المقاومة الفلسطينية جثامين 28 أسيرًا لديها، مقابل إفراج سلطات الاحتلال عن جثامين فلسطينيين من غزة استشهدوا خلال العدوان. وأفادت التقارير بأنه في يوم الاثنين الماضي، أكملت “حماس” إطلاق سراح الأسرى “الإسرائيليين” العشرين الأحياء من غزة، بينما تشير تقديرات “تل أبيب” إلى وجود جثامين 28 أسيرًا آخرين، وقد تسلمت “إسرائيل” أربعة منهم.

ومنذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، نفذت قوات الاحتلال -بدعم أمريكي وأوروبي- عمليات إبادة جماعية في قطاع غزة، شملت القتل والتجويع والتدمير والتهجير والاعتقال، متجاهلة النداءات الدولية وأوامر محكمة العدل الدولية بوقفها. وقد خلفت هذه الإبادة أكثر من 238 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم من الأطفال والنساء، بالإضافة إلى أكثر من 11 ألف مفقود، ومئات آلاف النازحين، فيما أصابت المجاعة الكثير من المواطنين، خاصة الأطفال، مع تدمير شامل لمناطق واسعة من القطاع.

قيادي في حماس: قضية الجثث معقدة وسلاح المقاومة شرعي

تشير الوقائع إلى التعقيد الذي يُحيط بموضوع الجثث، حيث تؤكد حركة “حماس” التزامها بالاتفاق الذي يتيح تبادل الأسرى، في حين تتصاعد الضغوطات من جانب الاحتلال. إن سلاح المقاومة، وكما أكد حمد، يُعتبر سلاحًا شرعيًا لا يُستخدم إلا في مواجهة الاحتلال، مما يعكس الإرادة الفلسطينية في الحفاظ على الهوية وحق الدفاع عن النفس في مواجهة التحديات المختلفة.

القضية الفلسطينية: الهوية والحقوق

تسعى الفصائل الفلسطينية في ضوء الأحداث الراهنة إلى تعزيز الموقف الفلسطيني وتوحيد الرؤية تجاه القضايا المصيرية، حيث يمثل مشروع إعادة الإعمار جزءًا أساسيًا من المرحلة المقبلة، مع التأكيد على أن الهوية الوطنية تتجاوز أي اعتبارات خارجية أو وصايات دولية. إن ما يحدث في غزة هو تأكيد على صمود الشعب الفلسطيني ومقاومته المستمرة في وجه الاحتلال. في ظل هذه الظروف الصعبة، تبقى الأضواء مسلطة على ضرورة تحقيق العدالة والسلام وفق ما يحقق تطلعات الفلسطينيين.