تحسن الريال اليمني واستقراره والمستقبل المرتقب
يمر الريال اليمني بتطورات إيجابية غير متوقعة خلال العام 2025، حيث شهد تحسناً نسبياً بعد سنوات من التراجع الحاد. هذا التحسن يبعث الأمل في نفوس المستثمرين والمواطنين على حد سواء، خاصة بعد أن كانت العملة قد انخفضت إلى مستويات قياسية وصلت إلى 2800 ريال للدولار في يوليو الماضي.
استقرار العملة المحلية
وفقاً للبيانات الحديثة، فإن سعر صرف الدولار مقابل الريال اليمني قد استقر عند 1636 ريال للدولار في المناطق التي تخضع للحكومة الشرعية، مما يعد تحسناً واضحاً مقارنةً بالمستويات المرتفعة المسجلة في منتصف العام. إن المقارنات الزمنية تكشف عن تطور دراماتيكي في العملة، حيث تراوحت أسعار الصرف في عام 2023 بين 1000 و1200 ريال للدولار، قبل أن تشهد ارتفاعاً حاداً في النصف الأول من 2025 ووصولها لـ2800 ريال، ثم عودتها للتحسن مؤخراً.
هذا التحسن المفاجئ يعود إلى سلسلة من الإجراءات الاقتصادية التي نفذها البنك المركزي اليمني، والتي أسهمت في كبح التدهور وإعادة بعض الاستقرار للسوق المحلية. تشمل هذه الخطوات تدابير تهدف إلى تعزيز الثقة في العملة المحلية وتحسين آليات التداول.
تسجل أسعار الصرف الحالية في العاصمة عدن ومحافظات حضرموت ومأرب استقراراً نسبياً عند 1618 ريال للشراء و1636 ريال للبيع مقابل الدولار. بينما يتداول الريال السعودي عند 425 ريال للشراء و430 ريال للبيع. في المقابل، تبقى المناطق تحت سيطرة الحوثيين أكثر استقراراً، حيث يصل سعر الدولار إلى 535 ريال للشراء و540 ريال للبيع، مع تداول الريال السعودي عند 140 ريال، مما يعكس سياسات نقدية مختلفة عن تلك المطبقة في مناطق الحكومة الشرعية.
يتوقع الخبراء الاقتصاديون استمرارية هذا التحسن النسبي في العملة خلال الأشهر القادمة، بشرط مواصلة تطبيق السياسات النقدية الجديدة والتحسن في الظروف الاقتصادية العامة. كما يؤكد الخبراء أن نجاح هذه الإجراءات يعتمد بشكل كبير على استقرار الأوضاع السياسية والأمنية في البلاد.
على الرغم من هذا التحسن، لا يزال الريال اليمني قد فقد حوالي 50% من قيمته مقارنة بمستويات 2023، مما يدل على أن الطريق نحو التعافي الكامل لا يزال طويلاً ويحتاج إلى جهود مستمرة ومتضافرة من جميع المعنيين.

تعليقات