“السعودية تثمر جهودها بإنهاء الحرب في غزة!” – صحيفة مكة الإلكترونية

اتفاق وقف الحرب في غزة ودور السعودية

ما تحقق بالأمس في شرم الشيخ من اتفاق أولي لوقف الحرب الإسرائيلية على غزة لم يكن محض صدفة، بل كان نتيجة جهود حثيثة قامت بها المملكة العربية السعودية تحت قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان – يحفظهما الله – حيث أسفرت هذه الجهود عن تعبير المجتمع الدولي في الأمم المتحدة عن تأييده للدولة الفلسطينية، مشجعة الدول الأوروبية والغربية على الاعتراف بحق الفلسطينيين في إقامة دولتهم المستقلة. كانت المملكة قد أولت أهمية كبرى لمبادرة حل الدولتين التي دعمتها مرارًا وتكرارًا عبر وزير خارجيتها الأمير فيصل بن فرحان، الذي عمل على مدى عام كامل لتكون هذه المبادرة حقيقة ملموسة، مما أفضى إلى تبني السعودية وفرنسا مؤتمرًا أسفر عن نتائج بارزة، جعلت الولايات المتحدة وإسرائيل تعيدان تقييم مواقفهما.

جهود السلام ودعم القضية الفلسطينية

العلاقة التاريخية التي تربط المملكة العربية السعودية بقضية فلسطين تظهر منذ تأسيسها على يد الملك عبد العزيز – يرحمه الله – حين اعتبرت القضية الفلسطينية قضية المسلمين والعرب الأولى. حيث بدأ الدعم التاريخي بإرسال المساعدات والمواقف السياسية الداعمة لفلسطينيين منذ عام 1936. تواصلت الجهود في العهود اللاحقة، وبرزت مواقف الملك سعود والملك فيصل اللذان استخدما نفوذهما للإحجام عن تصدير النفط كوسيلة للضغط أثناء الأزمات، مما يزيد من أهمية الدعم السعودي عبر العقود.

في سياق الحديث عن الدعم السعودي، يبرز التعاون المستمر مع القوى العالمية والإقليمية لتعزيز الموقف الفلسطيني. حيث كانت السعودية تحث دوماً على وحدة الصف العربي والإسلامي تجاه القضية الفلسطينية وحلها بشكل عادل. في ظل ذلك، تعكس الاتفاقيات الأخيرة في شرم الشيخ الأسس التي وضعتها المملكة تجاه البحث عن حلول سلمية، حيث كانت أولى ثمارها عودة الأسرى الفلسطينيين ومبادرات إعادة الإعمار، بالإضافة إلى الاعتراف الدولي المتزايد بدولة فلسطين.

بفضل هذه الجهود الملحوظة، يمكن رؤية انعكاس فعال واضح على موازين القوى في المنطقة، مما يعزز الأمل في الوصول إلى سلام دائم يضمن حقوق الفلسطينيين. المملكة تعمل في صمت ولكن بحزم، مستندة إلى مسؤوليتها التاريخية والشرعية في دعم القضايا الإسلامية. إن ما تحقق في شرم الشيخ هو ثمرة لدور القيادة السعودية وصمود الفلسطينيين ورغبتهم الحقيقية في الوصول إلى حل ودائم ينصف معاناتهم ويعيد إليهم حقوقهم.