المكتبة العربية الرقمية: تعزيز الثقافة العربية في عصر الرقمنة
في خطوة رائدة نحو دعم الثقافة العربية في الفضاء الرقمي العالمي، أعلن مركز أبوظبي للغة العربية عن إطلاق “المكتبة العربية الرقمية” خلال معرض فرانكفورت الدولي للكتاب في 16 أكتوبر 2025. يمثل هذا المشروع تحولاً نوعياً في رقمنة المحتوى العربي، ويهدف إلى تعزيز حضور الأدب والفكر العربي على الساحة العالمية.
مبادرة جديدة لنشر الفكر العربي
أكد الدكتور علي بن تميم، رئيس المركز، أن هذه المكتبة تمثل نقطة انطلاق جديدة تهدف إلى توسيع الوصول إلى الكتب العربية المطبوعة والإلكترونية، بما في ذلك الكتب الصوتية، لتصل إلى شريحة واسعة من القراء في مختلف أنحاء العالم. بل ويعتبر المشروع دليلًا على أهمية الشراكات العالمية التي يسعى المركز لتعزيزها، حيث يلعب التعاون مع منصات نشر عالمية دورًا محوريًا في تعزيز المحتوى العربي.
ومن خلال استخدام التكنولوجيا الحديثة كوسيلة أساسية وليس كأداة ثانوية، يسعى المركز لتطوير بنية تحتية رقمية قوية. وهذا يتيح له التوسع المستقبلي واستدامة المشروع على المدى البعيد. وأشار بن تميم إلى أن الهدف هو تحويل التحديات المرتبطة بالتقنية واللوجستيات إلى فرص حقيقية لإثراء المحتوى العربي، مما يعيد تشكيل العلاقة بين القارئ والمكتبة في هذا العصر الرقمي.
تستهدف المكتبة الجديدة تعريف الجمهور العالمي بثراء الأدب والفكر العربي، بدءاً من الروائيين الكبار مثل نجيب محفوظ ووصولاً إلى شعراء مثل محمود درويش، عبر تقديم ترجمات رقمية تتماشى مع متطلبات العصر وتوظيف إمكانات الذكاء الاصطناعي.
يكتسب إطلاق المشروع من معرض فرانكفورت دلالته الرمزية والثقافية، حيث يمثل المعرض ملتقىً سنويًا لمتخصصي النشر والمعرفة من مختلف البلاد، وتتيح هذه الفعالية فرصة لمناقشة الاتجاهات الجديدة في صناعة النشر وحقوق الملكية الفكرية. يعكس حضور مركز أبوظبي للغة العربية في هذا الحدث الدولي قدرة الثقافة العربية على أن تكون عنصرًا فعالًا ومهمًا في المشهد الرقمي العالمي للمعرفة.
عبر مبادراته في الترجمة والنشر وتعزيز القراءة، يثبّت المركز دور أبوظبي كمركز رئيسي للمعرفة العربية ومنارة للثقافة، مُسهِمًا بذلك في تعزيز التبادل البشري والمعرفي والتأكيد على دور الثقافة العربية في بناء المستقبل.

تعليقات