السعودية تعلن عن قرارات جديدة للحد من التدخين واستخدام التبغ

مكافحة التدخين في السعودية

أعلنت الهيئة العامة للغذاء والدواء ووزارة الصحة في المملكة العربية السعودية عن مجموعة من القرارات الجديدة والصارمة التي تهدف إلى تعزيز جهود حماية الصحة العامة ومكافحة التدخين. تشتمل هذه القرارات على حظر تخفيض أسعار منتجات التبغ وتقديمها ضمن عروض ترويجية، بالإضافة إلى منع توزيعها كعينات مجانية أو كجوائز تسويقية.

إجراءات جديدة لمواجهة الترويج للتبغ

ووفقًا للبيان المشترك، فإن هذه الإجراءات تأتي كجزء من الاستراتيجية الوطنية لمكافحة التدخين، التي تتماشى مع رؤية السعودية 2030 وتضع صحة المواطنين على رأس سلم أولويات التنمية المستدامة. وقد أشارت الجهات المعنية إلى أن أي محاولة لترويج منتجات التبغ بأسعار منخفضة، سواء في المتاجر أو عبر الإنترنت، ستواجه بعقوبات صارمة تشمل الغرامات الكبيرة وإغلاق المنشآت المخالفة.

كما تضمنت القرارات تشديد الرقابة على منافذ بيع منتجات التبغ، ومنها المقاهي والمطاعم، حيث يتعين عليهم الحصول على تراخيص خاصة وفق معايير صحية محددة. بالإضافة إلى ذلك، تم حظر بيع السجائر الإلكترونية ومشتقات النيكوتين بالقرب من المدارس والمرافق الصحية، ومنعت أي حملات دعائية عبر وسائل الإعلام أو وسائل التواصل الاجتماعي.

تهدف هذه الإجراءات الطموحة إلى خفض معدلات التدخين في المملكة إلى أقل من 5% بحلول عام 2030. وذكر المتحدث الرسمي باسم وزارة الصحة أن الوزارة تعمل بالتعاون مع الجهات الحكومية ذات الصلة لضمان تنفيذ هذه التعليمات في جميع مناطق البلاد.

تشير الإحصاءات إلى أن السعودية حققت نجاحًا في تقليل معدلات استهلاك السجائر بأكثر من 20% خلال السنوات الأخيرة، من خلال الحملات التوعوية وبرامج الدعم لترك التدخين. كما أطلقت الوزارة أكثر من 800 عيادة مجانية للإقلاع عن التدخين في مختلف المناطق، بجانب تطبيقات إلكترونية تقدم الاستشارات الفورية.

يُعتبر القرار الجديد جزءًا من لجنة الإجراءات السابقة التي شملت فرض ضرائب إضافية على منتجات التبغ وزيادة الأسعار تدريجيًا، بالإضافة إلى تطبيق نظام التغليف الموحد الذي يلزم الشركات بترتيب التحذيرات الصحية على العبوات.

حظيت هذه القرارات بترحيب منظمة الصحة العالمية، التي اعتبرتها خطوة رائدة في مكافحة التبغ في منطقة الشرق الأوسط، وأكدت أن هذه السياسات ستساعد على حماية الأجيال الجديدة وتقليل الأعباء الصحية والاقتصادية الناتجة عن التدخين.

لاقى القرار السعودي ترحيبًا كبيرًا من المواطنين ومؤسسات الصحة العامة، حيث يعتبره المختصون نقلة نوعية في مكافحة التدخين. وعبّر الناشطون في مجال الصحة عن أهمية التوعية المجتمعية وتعزيز الرقابة لضمان فعالية هذه القرارات.

من المتوقع أن تدخل هذه الإجراءات حيز التنفيذ بشكل رسمي في الأسابيع المقبلة، مع تكليف فرق رقابية مختلفة لمتابعة الالتزام بهذه التعليمات في جميع أنحاء المملكة، بهدف الحد من الترويج للتبغ وحماية صحة المواطنين والمقيمين.