موسم الرياض: فرص اقتصادية جديدة تنتظر المستثمرين

موسم الرياض ونجاحه الاستثنائي

انطلق موسم الرياض هذا العام بشكل غير مسبوق، حيث تميزت البداية بمسيرة استثنائية شهدتها العاصمة السعودية، والتي كانت مليئة بالمفاجآت الممتعة، بما في ذلك ظهور بالونات Macy’s العملاقة لأول مرة في الرياض. تضافرت الألوان والمشاهد المبهرة في هذا الحدث، مما جعل الافتتاح حدثًا عالميًا يلفت الأنظار.

موسم الترفيه الجديد

واكب الافتتاح عروض فنية مذهلة وعربات تحمل تصاميم لشخصيات كرتونية شهيرة، مما ضاعف من روعة أجواء الافتتاح. يتجه موسم الرياض نحو تقديم تجربة فريدة تتجاوز ما تم تقديمه في النسخ السابقة منذ انطلاقته الأولى عام 2019. خلال المؤتمر الصحفي الخاص بالموسم، أعلن المستشار تركي آل الشيخ أن هذا العام سيشهد مشاركة أكثر من 2100 شركة، 95% منها من الشركات المحلية، مع توقيع 4200 عقد مع القطاع الخاص، مما يعكس حجم التفاعل الكبير مع الموسم.

أضاف المستشار آل الشيخ أن موسم الرياض سيعزز من مكانة المملكة في صناعة الترفيه، حيث سيتم استضافة فعاليات عالمية ستساهم في جعل الرياض عاصمة للترفيه في المنطقة. ومن بين الفعاليات الهامة مؤتمر “جوي فوروم” الذي سيجمع عددًا من أبرز الشخصيات في عالم الترفيه. كما ستضم منطقة “بوليفارد وورلد” محتوى متنوعًا وفريدًا، مع أكثر من 1600 متجر و350 مطعماً و40 تجربة ترفيهية جديدة.

من المقرر أن تحقق الأنشطة المتنوعة هذا العام نتائج إيجابية على مستوى الإقبال الجماهيري، خاصة بعد النجاح الملحوظ الذي تحقق في النسخة السابقة بجذب أكثر من 20 مليون زائر. ويظهر هذا الرقم تجاوب الجماهير الواسع مع الفعاليات ذات التنوع الكبير التي تلبي جميع الأذواق، مما يسهم في تحسين جودة الحياة بالمملكة.

كما تحمل فعاليات موسم الرياض بُعدًا اقتصاديًا مهمًا، حيث من المتوقع أن تولد عائدات مباشرة وغير مباشرة تعود بالنفع على الاقتصاد الوطني، وتساهم في خلق آلاف الفرص الوظيفية. العدد المتوقع للوظائف المباشرة يصل إلى 25 ألف وظيفة، بينما سيساهم في خلق أكثر من 100 ألف وظيفة غير مباشرة. دعم السياحة من خلال تأشيرات الدخول التي أُطلِقت في عام 2019 سيساعد أيضًا في تعزيز الاقتصاد المحلي.

علاوة على ذلك، ستدعم الفعاليات المنشآت الصغيرة والمتوسطة من خلال زيادة الاعتماد على خدماتها ومنتجاتها، مما يعزز نسبة مساهمتها في الناتج المحلي. ومن المتوقع أن يرتفع حجم مساهمتها إلى 35% بما يتماشى مع رؤية السعودية 2030. هذا التوجه يعزز من نمو واستدامة القطاع على المدى الطويل، تأكيدًا على أهمية تعزيز سلاسل الإمداد المحلية.

في الختام، يمكن القول إن موسم الرياض ليس مجرد حدث ترفيهي عابر، بل هو مشروع وطني طموح لبناء صناعة جديدة تُعنى بالترفيه. هذا المشروع يهدف إلى دعم الاقتصاد الوطني وزيادة الناتج المحلي، مما يساهم أيضًا في تحسين معايير جودة الحياة. وفي هذا السياق، حققت المملكة تقدمًا في مؤشر السعادة العالمي، حيث أرتفعت إلى المرتبة 32 عالميًا، مما يُظهر تأثير المبادرات مثل موسم الرياض في تحقيق أهداف التنمية المستدامة.

في ظل التطور المستمر للفعاليات وتنوعها، يظل موسم الرياض من أهم الأدوات التي تدعم هذا التقدم، بينما تعزز القيم السوقية للعلامة التجارية للموسم لتصل إلى نحو 3.2 مليار دولار، مما يُظهر النمو المستمر في سمعته العالمية.