أزمة الجفاف وتهديد الأمن الغذائي في العراق
تتزايد أزمة الجفاف في العراق لتتحول إلى خطر مباشر يهدد الأمن الغذائي، حيث تشمل أكثر من 75% من المساحة الكلية للبلاد، مما يؤثر سلباً على الموسم الزراعي الشتوي وبخاصة محصول الحنطة، الذي يعد أساس الاكتفاء الذاتي في العراق. يحذر الخبراء من أن استمرار حالة الجفاف قد يؤدي إلى انخفاض حاد في الإنتاج، في ظل غياب الحلول المائية الفورية أو التفاهمات الدولية مع الدول المجاورة.
تأثير الجفاف على الإنتاج الزراعي
في حديثه مع “بغداد اليوم”، أكد رئيس اتحاد الجمعيات الفلاحية في ديالى، رعد مغامس التميمي، أن “جفاف العراق هو الأخطر خلال المئة سنة الأخيرة، حيث يمتد تأثيره ليشمل أكثر من 75% من المناطق العراقية، بما في ذلك محافظة ديالى”. وأوضح أن “مصير الخطط الشتوية، خاصة فيما يتعلق بزراعة محصول الحنطة، لا يزال غير واضح في ظل صعوبة توفير مياه الري للمساحات المزروعة التي تقدر بالملايين من الدونمات”.
أضاف التميمي أن “الوضع سيظل معلقاً حتى حلول شهر تشرين الثاني، في انتظار تساقط الأمطار أو زيادة الإطلاقات المائية من تركيا إلى نهري دجلة والفرات”. وحذر من أن “العراق قد يفقد على الأقل نصف إنتاجه من الحنطة في حال استمر الجفاف بهذا المستوى، خاصة مع اعتماد العديد من المناطق على الآبار لتوفير المياه”.
محصول الحنطة يمثل الأساس للأمن الغذائي في العراق، حيث تعتمد حكومته عليه لدعم نظام البطاقة التموينية وتخزين الاحتياطيات الاستراتيجية من الحبوب. ولكن السنوات الأخيرة شهدت انخفاضًا حادًا في منسوب نهري دجلة والفرات نتيجة تخفيض الإطلاقات المائية من دول الجوار، ما أدى إلى تقليص المساحات المزروعة بنحو النصف خلال الموسمين الماضيين. كما اضطرت وزارة الزراعة العديد من المحافظات لتقليص خططها الشتوية، بينما بقيت محافظات مثل ديالى في انتظار قرارات حاسمة تحدد مستقبل الموسم الحالي.

تعليقات