صفقة القرن: السعودية ومصر تتفقان على مشروع عقاري بقيمة 3.5 مليار دولار

صفقة القرن العقارية بين القاهرة والرياض بقيمة 3.5 مليار دولار

تشهد العلاقات الاستثمارية بين مصر والسعودية تطورًا تاريخيًا، حيث تجري مفاوضات بين شركة “سمو القابضة” السعودية و”ميدار للاستثمار والتنمية العمرانية” المصرية، وذلك في إطار صفقة كبيرة تتجاوز قيمتها 3.5 مليار دولار، مما يجعلها واحدة من أكبر الصفقات العقارية في المنطقة على مدار السنوات الأخيرة.

مفاوضات محورية بين “سمو القابضة” و”ميدار”

أفادت مصادر مقربة أن المفاوضات قد أحرزت تقدمًا ملحوظًا تحت إشراف مكتب رئيس الوزراء المصري، الذي يتابع عن كثب تفاصيل الصفقة. وبالرغم من الظروف المحيطة، هناك اهتمام مشترك من الحكومتين بإتمام الاتفاق في الأسابيع القليلة المقبلة.

رؤية “سمو القابضة”: تفاؤل بالسوق المصري

تعتبر شركة “سمو القابضة” السوق العقاري المصري من بين أكثر الأسواق جاذبية في الشرق الأوسط، لكونه يستفيد من النمو السريع في المدن الجديدة والمشروعات القومية التي تقودها الدولة. وتسعى الشركة لتوسيع استثماراتها في مصر عبر مشاريع كبرى في مجالات المجتمعات الذكية والبنية التحتية الحديثة، تماشيًا مع رؤية المملكة 2030 التي تعزز الاستثمارات المشتركة.

شركة “ميدار”: رائدة في الاستثمار العقاري المصري

تعتبر “ميدار للاستثمار والتنمية العمرانية” كيانًا شبه حكومي يمتلك نحو 11 ألف فدان شرق القاهرة بالقرب من العاصمة الإدارية الجديدة. وهي المطور الرئيسي لمشروع “مستقبل سيتي” العملاق، الذي يُصنف كواحد من أكبر المشروعات التنموية في المنطقة. وقد نجحت الشركة في تطوير 40% من أراضي المشروع وتستعد لتطوير الباقي بنظام مشاركة الإيرادات مع كبار المطورين.

استثمارات ضخمة وآفاق مستقبلية واعدة

تبلغ إجمالي الاستثمارات الخاصة بمشروعات “ميدار” الحالية حوالي 7 مليارات دولار، بينما تصل قيمة استثمارات مشروع “مدينة مدى” إلى نحو 14 مليار دولار، مما يعكس حجم الأصول الكبير الذي تمتلكه.

هيكلة الصفقة وآلية التعاون المستقبلية

من المتوقع أن تُعقد اجتماعات حاسمة خلال الشهر الجاري لمناقشة توزيع الحصص وهيكلة الاستحواذ بين الطرفين. وفي حال عدم التوصل إلى اتفاق، قد يُتجه نحو تسوية شراكة تستهدف تطوير الأراضي المتبقية في مشروع “مستقبل سيتي” وفق نظام مشاركة الإيرادات، مما يضمن بقاء التعاون مستمرًا.

شراكة سابقة بين “سمو القابضة” و”ميدار”

قد سبق أن وقعت “ميدار” في يوليو الماضي اتفاق تعاون مع شركة “أدير الدولية” التابعة لـ”سمو القابضة” لتطوير مشروع “Boulevard” باستثمارات تتجاوز 70 مليار جنيه، مما يدل على الشراكة الاستراتيجية بين الجانبين.

ثقة سعودية متزايدة في الاقتصاد المصري

أوضح أحمد الهاشمي، رئيس قطاع تطوير الأعمال في “سمو القابضة”، أن الشركة تخطط لاستثمار حوالي 26 مليار جنيه مصري خلال السنوات الخمس المقبلة في تطوير مشروعات عمرانية كبرى، مؤكدًا أن مصر تمثل فرصة حقيقية للمستثمرين الخليجيين.

خلفية عن شركة “ميدار” ومساهميها

تأسست شركة “ميدار” عام 2006 وهي شركة مساهمة مصرية تضم في هيكلها مؤسسات رئيسية مثل بنك مصر والبنك الأهلي المصري. وتتولى الشركة تطوير مشروعين استراتيجيين، هما: مدينة المستقبل بمساحة 5,200 فدان ومدينة مدى بمساحة 5,800 فدان.

تحول استراتيجي في العلاقات الاقتصادية بين الرياض والقاهرة

تعكس صفقة “سمو القابضة” و”ميدار” مرحلة جديدة من التكامل الاقتصادي بين مصر والسعودية، مما يؤكد أن السوق العقاري المصري أصبح وجهة رئيسية لرؤوس الأموال الخليجية، خصوصًا مع ازدياد قناعة المستثمرين بالاستقرار الاقتصادي المصري.