تعتبر تكلفة إنتاج النفط في السعودية من العناصر المحورية التي تعزز الخطط الإستراتيجية لشركة أرامكو، حيث تستمر الشركة في تطوير مشروعات عملاقة تلبي احتياجات العالم من الطاقة بأسعار مقبولة. وأوضح الرئيس التنفيذي لأرامكو، المهندس أمين الناصر، خلال منتدى “إنرجي إنتلجنس” في لندن، أن تكلفة إنتاج برميل النفط لا تتجاوز دولارين، في حين تصل تكلفة إنتاج برميل الغاز المكافئ إلى دولار واحد فقط. وتستطيع أرامكو الحفاظ على قدرتها الإنتاجية التي تبلغ 12 مليون برميل يوميًا دون أي زيادة تكلفة لمدة عام كامل، مما يعزز مكانتها كمورد موثوق للطاقة العالمية. كما تلقت الشركة توجيهًا رسميًا من وزارة الطاقة السعودية في بداية 2024 بالحفاظ على مستوى الطاقة الإنتاجية القصوى عند 12 مليون برميل في اليوم، وعدم رفعها إلى 13 مليون برميل كما كان مخططًا.
تكلفة إنتاج النفط في السعودية
تشكل تكلفة إنتاج برميل النفط في السعودية، التي تبلغ دولارين، فرصة استراتيجية تعزز من قدرة المملكة على استغلال مواردها الضخمة. في عام 2018، كانت تكلفة إنتاج النفط تقدر بنحو 2.8 دولار لكل برميل. وأكد الناصر أنه “نحن عازمون على الحفاظ على ريادتنا في سوق النفط بفضل قاعدة مواردنا الضخمة وانخفاض تكاليفنا”.
إنتاج النفط والهيمنة العالمية
تحتل أرامكو مركزًا فريدًا كأقل منتج تكلفة في العالم، حيث تفوق تكاليف إنتاجها بوضوح على نظيراتها من الشركات الكبرى مثل إكسون موبيل وبي بي. وتمتلك السعودية حصة كبيرة من الطاقة الإنتاجية الاحتياطية، والتي تُعتبر إمدادات خاملة يمكن ضخها بسرعة في السوق. قدرت وكالة الطاقة الدولية الطاقة الإنتاجية الاحتياطية للسعودية بحوالي 2.43 مليون برميل يوميًا، من أصل 4.05 مليون برميل تحتفظ بها منظمة أوبك+. سجل إنتاج أرامكو من النفط 10.45 مليون برميل يوميًا في الربع الثاني من عام 2024، ممّا يُعد زيادة طفيفة مقارنة بالربع الأول.
تواصل أرامكو ضخ استثمارات كبيرة في قطاع الطاقة، حيث بلغ إنفاقها الرأسمالي 46.16 مليار ريال، مع تخصيص جزء كبير لقطاع التنقيب والإنتاج. وتعكس هذه الاستثمارات التزام الشركة بتطوير مشروعات لزيادة إنتاج النفط وتحقيق الاستدامة. وفي سياق التحولات العالمية، يتوقع الناصر نموًا في قطاع الغاز كمواكبة لتوجه الدول نحو مزيد من الاستدامة.
يشير الناصر إلى المرونة في الطلب على النفط، متوقعًا زيادة الطلب بمعدل يتراوح بين 1.1 و1.3 مليون برميل يوميًا هذا العام، مع توقعات أن تستمر هذه الاتجاهات في الأعوام المقبلة. يعكس هذا التفاؤل الحاجة الملحة للاستثمار في الإمدادات على المدى الطويل. كما تسعى أرامكو لإدخال توسعات في مجال الكيماويات كجزء من استراتيجيتها لمواجهة التحديات.
بالتالي، تبدو آفاق أرامكو للنمو واعدة، مما يعزز مكانتها كأكبر مُصدر للنفط في العالم مع التوجه الاستراتيجي المستمر نحو تنويع الإيرادات ورفع كفاءة إنتاجية الشركة.

تعليقات