“الوثائق والمحفوظات” تبرز أهمية طرح الدكتور القرني وتسلط الضوء على جهودها في تأهيل الكفاءات المهنية

تحديات احترافية مراكز الوثائق

في إطار اهتمامه بالقضايا المتعلقة بالمحفوظات، أثنى المركز الوطني للوثائق والمحفوظات على المقال الذي نشره الدكتور محمد بن عايض القرني عبر صحيفة “سبق” في 11 أكتوبر 2025. تناول القرني في مقاله مخاطر نقص الكفاءات في مراكز الوثائق والآثار السلبية التي قد تترتب على ذلك، حيث إن هذا النقص يُعدّ تهديدًا لاحترافية هذه المراكز ويؤثر سلبًا على التزام المؤسسات باللوائح المعمول بها في إدارة الوثائق.

استراتيجيات تعزيز الكفاءة

يدعو الكاتب إلى ضرورة تبني استراتيجيات شاملة تعزز من فعالية مراكز الوثائق، بحيث تشمل هذه الاستراتيجيات تدريبًا مستمرًا لتحسين المهارات والكفاءات، بالإضافة إلى تحسين الجهود المبذولة لاستقطاب الكفاءات المتخصصة. إن التعاون مع الجامعات يعتبر خطوة حيوية في هذا الإطار، إذ يمكن أن يسهم في تعريف الطلاب بأهمية الوثائق وطرق إدارتها بكفاءة، مما يفتح لهم آفاق العمل في هذا المجال الحيوي. لقد أصبح من الضروري أيضًا تطبيق أنظمة إدارة الوثائق الإلكترونية، حيث تتيح هذه الأنظمة تنظيم المعلومات وتهيئة بيئة عمل أكثر فعالية وسرعة.

إن تعدد التحديات التي تواجهها مراكز الوثائق يتطلب تكاتف الجهود من جميع الأطراف المعنية، سواء كانت مؤسسات حكومية أو خاصة. إن الإنفاق على تطوير الكفاءات وتنفيذ برامج تدريبية متخصصة يعتبر استثمارًا طويل الأمد يسهم في رفع مستوى الأداء المهني للعاملين في هذا القطاع. كما أن وجود نظام فعال لإدارة الوثائق الإلكترونية يُعدّ ضرورة ملحة في عصر التكنولوجيا، حيث يُمكن من الحفاظ على المعلومات بشكل آمن وفعال، ويساعد على تسريع إجراءات العمل وتقليل الفاقد.

في ختام مقاله، يشدد الدكتور القرني على ضرورة العمل المشترك وتكامل الجهود لتجاوز التحديات القائمة، مما يجعل مراكز الوثائق أكثر قدرة على الأداء الاحترافي وملتزمة بالمعايير المسؤولية. إن مسألة تطوير هذه الكفاءات يجب أن تُعتبر أولوية، لأنها تمس جوانب حيوية في إدارة المعلومات وفي الحفاظ على تاريخ المؤسسات والمجتمعات.