في إطار الجهود الرامية لحماية الأرواح وتعزيز الصحة العامة خلال موسم الحج، قامت وزارة الداخلية المصرية بالتعاون مع وزارة الصحة والجهات الصحية في المملكة العربية السعودية بالإعلان عن مجموعة من الفئات التي يمنع عليها السفر لأداء مناسك الحج لموسم 1447هـ. هذا القرار جاء بعد دراسة طبية دقيقة أخذت في الاعتبار حالات مرضية معينة وقدرتها على تحمل الجهد البدني والازدحام الذي يصاحب موسم الحج، خاصة في ظل ارتفاع درجات الحرارة والتقلبات المناخية الصعبة التي قد تؤثر سلباً على الصحة العامة، وفي إطار ما تم الكشف عنه بشكل رسمي من الجهات المعنية.
قرار لحماية الأرواح
أشارت وزارة الداخلية إلى أن هذا القرار لا يستهدف تقييد الراغبين في أداء الفريضة، بل هدفه الأساسي هو ضمان سلامتهم وحمايتهم من المخاطر. فالتجمعات الكبيرة الناتجة عن مناسك الحج تعتبر بيئة مناسبة لانتقال العدوى، كما أن مشقة أداء المناسك تتطلب مستوى عالٍ من اللياقة البدنية وصحة مستقرة، وهو ما قد تفتقر إليه بعض الشريحة المرضية أو الفئات الخاصة.
وأكدت الوزارة على أن الهدف الأسمى هو المحافظة على حياة المواطنين وضمان أداء المناسك في بيئة آمنة من الناحية الصحية، موضحة أن التعاون مع السلطات السعودية يظهر التنسيق العالي القائم بين الدولتين فيما يتعلق بحماية الحجاج.
الفئات التي تم حظر سفرها
وفقاً للبيان الرسمي لوزارة الداخلية المصرية، تم تحديد عدد من الفئات المرضية والذين يعانون من حالات صحية حرجة ممن يُمنع سفرهم إلى المملكة لأداء الحج هذا العام، وهي كما يلي:
- مرضى الفشل الكلوي الذين يحتاجون إلى جلسات غسيل منتظمة، حيث أن انقطاعهم عن العلاج يمثل خطراً على حياتهم.
- المصابون بأمراض الرئة المزمنة أو تليف الرئة، بسبب ما قد يسبب نقص الأكسجين والازدحام من مضاعفات خطيرة.
- مرضى القلب في المراحل المتقدمة ومرضى التليف الكبدي الذين تعاني وظائفهم الحيوية من ضعف شديد.
- الأشخاص الذين يعانون من أمراض عصبية أو نفسية حادة تعيق الإدراك، مثل المصابين بالزهايمر أو الخرف.
- النساء الحوامل في الأشهر الثلاثة الأخيرة من الحمل، وأيضاً حالات الحمل عالية الخطورة في أي مرحلة.
- مرضى السرطان النشط الخاضعين لعلاج كيميائي أو إشعاعي أو بيولوجي، نظراً لتأثير هذه العلاجات على المناعة.
- المصابون بأمراض معدية قد تؤثر على الصحة العامة، مثل الدرن أو الحميات النزفية.
- الأشخاص الذين يعانون من السمنة المفرطة المرضية، مما يزيد من فرصة التعرض لمشاكل صحية أثناء الآداء.
- الأطفال دون الثانية عشرة، لحمايتهم من العدوى والتعب الزائد، مع العلم أنه حال تعديل شرط العمر من قبل السلطات السعودية سيُعلن عنها فوراً.
الأسباب الطبية للتوجه نحو القرار
القرار لم يكن ادارياً فقط، بل جاء استناداً إلى أدلة طبية واضحة. فقد كشفت تقارير وزارة الصحة المصرية أن مواسم الحج السابقة شهدت حالات حرجة نتيجة لأمراض مزمنة لم يتم تقدير خطورتها بشكل كافٍ قبل السفر. فالازدحام والحرارة العالية وفترات السير الطويلة تشكل أعباء إضافية على الجسم، مما قد يؤدي إلى مضاعفات تهدد حياة المصابين بهذه الأمراض. وبالتالي، جاء القرار كإجراء وقائي لحماية الفئات الضعيفة ومنع وقوع حالات صحية حرجة في الأراضي المقدسة.
تعليقات