حازم الشريف: القاهرة مركز اتخاذ القرار

مصر ودورها المحوري في تعزيز الأمن والاستقرار

تواصل مصر، كما عودتنا، تحقيق انتصارات جديدة تتزايد مظاهرها في الآونة الأخيرة، خاصة في وقت يعتبر من أصعب الفترات التاريخية التي تمر بها المنطقة، مما يبرز أهمية الدور المصري كعامل حاسم في أي حل للأزمات المحيطة. خلال العامين الماضيين، واجهت القاهرة ضغوطًا هائلة لا يمكن لأي دولة مجاورة أو شقيقة تحملها، تشمل قضايا الأمن القومي بكافة أبعاده؛ الاقتصادية، الاجتماعية، والعسكرية. عانى المواطن المصري وضغوط شديدة، ومع ذلك، حافظ المصريون على إيمانهم بجهود القيادة السياسية في السعي لتهدئة الأوضاع وحل الأزمة بالطرق السلمية والعقلانية، متمسكين بحقوق الشعب الفلسطيني ورفضًا للخطط التي تستهدف تهجيره إلى سيناء.

الجهود المصرية في إدارة الأزمات

خلال هذين العامين، تحملت مصر أعباء كبيرة وكأنها اجتازت عقودًا من التحديات، حيث وضعت العديد من السيناريوهات لمواجهة الأزمة الراهنة. سعت القاهرة بكل طاقتها لدخول المساعدات الإنسانية إلى المناطق المتضررة، في مواجهة الانتهاكات الإسرائيلية المستمرة وعمليات التجويع. وقد أكدت الحكومة المصرية أن المساس بسيادتها هو بمثابة زج المنطقة في صراعات لا نهاية لها، محذرة من أن من يشعل فتيل الحرب سيجد صعوبة في إخمادها. تلك الجهود تكللت بالنجاح في الوصول إلى قرار وقف إطلاق النار ووقف العدوان على غزة، إضافة إلى إفشال المحاولات التي تهدف إلى تهجير الفلسطينيين. كما استضافت القاهرة الأطراف المتنازعة في مؤتمر بمدينة شرم الشيخ، والذي تم اختياره بعناية ليكون رمزًا للسلام والتعاون.

لقد كان لاستقبال وسائل الإعلام لهذا الحدث تأثير بالغ الأثر، حاملاً رسالة واضحة تعكس قدرة مصر على تنظيم المساعي الدولية والإقليمية، ومؤكدة أنها الرقم الصعب في المعادلات السياسية. وفي ضوء ذلك، تظل مصر هي المحرك الرئيسي للأحداث، وتثبت من جديد مكانتها في تاريخ المنطقة، على الرغم من محاولات بعض الأفراد أو الجماعات النيل من دورها المؤثر.

ختامًا، أثبتت الأحداث الأخيرة صحة رؤية مصر وقدرتها على حماية أمنها القومي وأمن الدول العربية، مما يستلزم الحفاظ على الثقة في قيادتها التي واجهت تحديات جسام في ظروف كانت تشير إلى الخطر. إن النتائج تظهر بالدليل القاطع أن الأمن القومي العربي مرتبط ارتباطًا وثيقًا بالأمن القومي المصري، مما يدعو الجميع للتكاتف والالتفاف حول وطنهم، في مواجهة كل من يسعى للتفكيك أو الفوضى.