في إطار جهودها الجادة لحماية صحة المجتمع وتخفيف انتشار ظاهرة التدخين، أعلنت المملكة العربية السعودية عن قرار يمنع تخفيض أسعار منتجات التبغ ومشتقاتها، بالإضافة إلى حظر تقديمها في عروض ترويجية، هدايا مجانية أو عينات. هذا القرار لا يمثل فقط تنظيمًا اقتصاديًا أو تسويقيًا، وإنما هو خطوة وطنية تهدف إلى تقليل المخاطر الصحية والاجتماعية المرتبطة بمنتجات التبغ التي تشكل تحديًا كبيرًا على مستوى الصحة العالمية، وفقًا لما أوردته الجهات المعنية بشكل رسمي.
تفاصيل القرار
صرحت الهيئة العامة للغذاء والدواء بالتنسيق مع وزارة الصحة والجهات الرقابية أن الممارسات التسويقية المتعلقة بمنتجات التبغ، ومنها:
- تخفيض الأسعار أو العروض الترويجية،
- توزيع منتجات مجانية أو تقديمها كجوائز،
- عرض عينات مجانية للمستهلكين،
- إدراج منتجات التبغ في العروض التجارية بالمتاجر،
تعتبر ممارسات محظورة وتتنافى مع الأنظمة السارية في المملكة.
يسعى هذا المنع لتطبيق نظام مكافحة التدخين الذي يهدف إلى الحد من الترويج لمنتجات التبغ بكل صورها ومنع تأثر الأطفال والشباب بهذه الاستراتيجيات التسويقية.
أهمية المنع
الأمر لا يقتصر على الأسعار أو التسويق، بل يتجاوز ذلك إلى قضايا الصحة العامة والمسؤولية الوطنية. إن عرض منتجات التبغ بأسعار منخفضة أو تقديمها كهدايا من شأنه أن يجذب فئات المراهقين والشباب، وهي الفئة التي تسعى المملكة لحمايتها من خطر الإدمان المبكر.
يعتبر التدخين من الأسباب الرئيسة للأمراض المزمنة والقاتلة مثل أمراض القلب والسرطان وأمراض الجهاز التنفسي. لذا، يهدف قرار المنع إلى:
- تخفيف تأثير الترويج التسويقي لشركات التبغ على المستهلكين.
- زيادة الوعي حول المخاطر الصحية المرتبطة بالتدخين.
- خفض معدلات الإدمان بين الفئات الصغيرة.
- منع أساليب الإغراء التجاري التي تستخدمها بعض الشركات.
خلفية القرار: التزام المملكة بالمعايير العالمية
تعد المملكة من الدول الموقعة على الاتفاقية الإطارية لمنظمة الصحة العالمية لمكافحة التبغ، التي تسعى للحد من إنتاج واستهلاك وتسويق منتجات التبغ.
تلتزم هذه الاتفاقية الدول الموقعة باتخاذ تدابير صارمة، تشمل:
- حظر الإعلانات والترويج ورعاية منتجات التبغ.
- منع تخفيض الأسعار أو تقديم عينات مجانية.
- زيادة الضرائب بهدف تقليل الاستهلاك.
- تطبيق تحذيرات صحية واضحة على العبوات.
من خلال هذه الجهود، تعزز المملكة مساعيها نحو مكافحة التدخين وتحقيق مجتمع صحي وآمن.
تعليقات