الأسهم السعودية تبدأ تداولاتها بتراجع 2% في ظل تصاعد الحمائية التجارية بين أمريكا والصين
تحليل أداء سوق الأسهم السعودية في ظل التوترات التجارية
نقوم بتحليل وضع سوق الأسهم السعودي في ظل تفاقم التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين. بعد تسجيل تراجع حاد في البداية، استطاع المؤشر الرئيسي “تاسي” تقليص خسائره، وذلك بفضل تحسن أسعار بعض الشركات وزيادة نشاط السيولة في أسهم بارزة مثل “الراجحي” و”أرامكو”. ومع ذلك، لا يزال السوق يواجه ضغوطًا بسبب المخاوف من استمرار الاتجاه الصاعد وظهور احتمالات للضغوط البيعية.
بعد حوالي نصف ساعة من بدء التداولات، بدأت الأسهم السعودية في تقليص خسائرها نتيجة لتحسن أسعار عدد من الشركات وتحول بعضها إلى الربحية، ليصل “تاسي” إلى 11450 نقطة بانخفاض قدره 1.2%. وقد كان قد تراجع سابقًا بنحو 2% إلى 11343 نقطة وسط تراجع شبه جماعي للأسهم نتيجة تصاعد الحمائية التجارية بين الدولتين الكبيرتين.
تزامن هذا الأداء مع زيادة في معدلات السيولة التي بلغت حوالي 1.5 مليار ريال، تركزت بشكل رئيسي في أسهم “الراجحي” و”أرامكو”. في ذات الوقت، تصدرت “الدريس” و”ساسكو” قائمة الأسهم الأكثر تداولاً.
تقييم سوق الأسهم في ظل التطورات الراهنة
أكد تحليل “الاقتصادية” الأسبوعي أن السوق يميل إلى عدم تحقيق ارتفاعات تتجاوز أربعة أسابيع متتالية خلال العامين الأخيرين، مما يجعل استمرار الاتجاه الصاعد معتمدًا على وجود محفزات جديدة مع اقتراب موسم الإفصاح عن النتائج المالية، وسط احتمالات ببقاء الضغوط البيعية سارية.
تأثرت التداولات بشكل كبير بتصاعد التوترات التجارية بين واشنطن وبكين، حيث أشارت تدوينة للرئيس الأمريكي “دونالد ترمب” على منصته الاجتماعية إلى عدم رؤية “سبب” للاجتماع مع الرئيس الصيني “شي جين بينغ”، ملوحًا بزيادة كبيرة في الرسوم الجمركية على الواردات الصينية، في ظل الإجراءات الحمائية المتعلقة بضوابط تصدير المعادن النادرة.
وفي سياق متصل، أعلنت وزارة التجارة الصينية الأسبوع الماضي عن إلزام المصدرين الأجانب بالحصول على تراخيص لتصدير أي منتجات تحتوي على كميات ضئيلة من المعادن النادرة، مع توسيع القيود لتشمل المعدات والتقنيات المستخدمة في إنتاجها، مستندة إلى “اعتبارات الأمن القومي”. كما قامت الصين بفرض رسوم جديدة على السفن الأمريكية في موانئها وفتحت تحقيقًا لمكافحة الاحتكار ضد شركة “كوالكوم” (Qualcomm)، في خطوة تصعيدية أخرى ضمن الصراع التجاري.
تأتي هذه التحركات بعد أن فرضت الولايات المتحدة قيودًا على السفن الصينية، حيث ابتداءً من 14 أكتوبر، سيتم فرض رسوم على السفن المبنية أو المملوكة أو المُدارة من كيانات صينية لدى دخولها أول ميناء أمريكي، وقدّر المحللون أن تصل قيمة الرسوم إلى مليون دولار للسفينة التي تتجاوز حمولتها 10 آلاف حاوية، مع توقعات بزيادات سنوية محتملة حتى عام 2028، وفقًا لتقارير رويترز.
تعليقات