العلاقات الأمنية بين بغداد وواشنطن
في تطور جديد، أكد الخبير في الشؤون الاستراتيجية، رياض الوحيلي، أهمية الحديث عن اتفاق محتمل بين بغداد وواشنطن يرتبط بالعلاقات الأمنية والعسكرية، مشيرًا إلى أن هذا السياق يمثل بداية مرحلة جديدة في حوار البلدين الاستراتيجي. ومع ذلك، تبقى هناك تساؤلات قائمة حول طبيعة هذا الاتفاق وما إذا كان سيعيد صياغة تفاهمات سابقة.
التفاهمات الاستراتيجية
وأوضح الوحيلي في تصريحاته، أن كلام مستشار رئيس الوزراء حول اقتراب التوصل إلى اتفاق أمني مع الولايات المتحدة يُعتبر علامة على إعادة تقييم أولويات الحوار بين الجانبين، لكنه أيضاً يدل على أن المناقشات حول التفاصيل لا تزال جارية ولم تُحسم بعد. وهذا يرغم الأطراف المعنية على النظر بعناية في الدور الأميركي المستقبلي، خاصة مع الاستراتيجيات السابقة المتعلقة بانسحاب القوات الأميركية وتحويل دورها إلى الاستشاري والتدريبي.
وأضاف الوحيلي أن هناك انقسامًا بين تصريحات المسؤولين الجدد وما سبقها، مما قد يكشف عن تغيرات في الوضعين السياسي والأمني. يشار إلى أن هذه التغيرات قد تكون نتيجة ضغوط داخلية أو إقليمية تستدعي مراجعة العلاقة الأمنية، مما يحافظ على المصالح الوطنية للعراق ويساعد على تفادي أي توترات مستقبلية.
وشدد على ضرورة وجود اتفاق واضح وشفاف للبنود، مما يضمن توافقاً داخل البرلمان والرأي العام. كما أشار إلى أن الاستقرار الأمني في العراق يعتمد بشكل كبير على وضوح العلاقة مع الولايات المتحدة وتنظيمها بطريقة تحترم السيادة.
وانتهى الوحيلي بالقول إن العلاقات العراقية – الأميركية تمر حالياً بمرحلة حساسة تستدعي وضوحاً استراتيجياً وتوافقاً مؤسسياً للابتعاد عن أي لبس أو سوء فهم قد يؤثر على الرسائل الموجهة إلى الداخل والخارج. يأتي الحديث عن هذا الاتفاق بعد سنوات من المفاوضات التي بدأت في عام 2020، مع سعي الحكومة العراقية لتنظيم الوجود العسكري الأميركي بعد تصويت البرلمان على قرار إخراج القوات الأجنبية من البلاد.
على الرغم من الوصول إلى تفاهمات تقضي بتحويل دور القوات الأميركية من القتالي إلى الاستشاري، إلا أن الوجود المحدود للقوات ضمن التحالف الدولي ومع التوترات الأمنية الإقليمية، خصوصاً في سوريا والخليج، تبقي الحوار مفتوحاً وتحتاج إلى المزيد من النقاش.
تعليقات