كيفية حماية الأطفال من حساسية الفول السوداني بشكل دائم
أظهرت دراسة أمريكية حديثة استراتيجيات فعالة لتقليل خطر الإصابة بحساسية الفول السوداني لدى الأطفال دون سن الثالثة، مما يعيد تقييم الطريقة الوقائية ضد الحساسيات الغذائية. الدراسة، التي نشرت في مجلة الجمعية الطبية الأمريكية «JAMA Pediatrics»، اعتمدت على بيانات لأكثر من 5000 طفل، وأكدت أن التعرض المبكر والمنتظم لمنتجات الفول السوداني يمكن أن يقلل من المخاطر بنسبة تصل إلى 81%، خصوصاً عند دمجه مع تدخلات بسيطة مثل استخدام كريمات الترطيب يومياً.
قاد فريق من الباحثين من جامعة كولومبيا ومركز بوسطن للأطفال الدراسة برئاسة الدكتورة غراهام لوجان، التي شملت تحليل بيانات لـ5235 طفلاً تتراوح أعمارهم بين 3 و15 شهراً من خلفيات عرقية متنوعة (60% بيض، 20% أفارقة أمريكيين، 15% هيسبانيين). تم جمع البيانات من خلال استبيانات وفحوصات جلدية على مدار الفترة بين 2018 و2024، مع التركيز على الأطفال الذين لم تظهر عليهم علامات حساسية سابقة.
وسائل الوقاية من حساسية الفول السوداني
أظهرت النتائج أن الأطفال الذين تعرضوا للفول السوداني مرة واحدة على الأقل قبل الشهر الرابع عانوا من انخفاض بنسبة 71% في خطر الإصابة بالحساسية مقارنة بغيرهم. وعند دمج هذا التعرض مع استخدام كريمات الترطيب اليومية التي تمنع التهابات الجلد، مثل الأكزيما – المرتبطة بحساسية الفول السوداني بنسبة 50% – فإن فعالية الوقاية قفزت إلى 81%. كما أكدت الدراسة أن التعرض غير المنتظم، مثل مرة كل أسبوعين، يحقق تخفيضًا في المخاطر بنسبة 45% فقط، مما يبرز أهمية وضع روتين منتظم.
وأثبتت الإحصاءات أن نسبة الإصابة انخفضت من 3.2% في مجموعة التجنب إلى 0.6% في مجموعة التعرض المبكر. ومع ذلك، حددت الدراسة بعض القيود المتعلقة بالاعتماد على التقارير الذاتية للآباء، مما قد يعني أن النتائج قد تكون أكثر دقة في السياقات الغربية. وقد أكدت الدكتورة لوجان أن الوقاية تبدأ في المطبخ عبر إدخال كميات صغيرة من زبدة الفول السوداني المخففة في النظام الغذائي اليومي.
تنبه منظمة الصحة العالمية إلى أن حساسية الفول السوداني تؤثر على حوالي 2% من الأطفال في الولايات المتحدة وأوروبا، وهي واحدة من أكثر أنواع الحساسية خطورة، نظرًا لقدرتها على التسبب في ردود فعل تحسسية مهددة للحياة. وقبل صدور هذه الدراسة، كانت الإرشادات الطبية تدعو إلى تجنب المواد المسببة للحساسية خلال السنة الأولى من حياة الطفل، ولكن الأبحاث السابقة حذرت من أن هذا التجنب المبكر قد يزيد من المخاطر.
تعليقات