التحول الحضري في الرياض
تعيش مدينة الرياض اليوم تحولًا حضريًا لافتًا، حيث أصبحت حدائق الأحياء تمثل أكثر من مجرد مساحات خضراء، وأضحت ترمز لرئة نابضة بالحياة اليومية للسكان، فضلاً عن كونها مساحة تجمع بين الجمال والاستدامة والهوية المحلية مع تقديم الخدمات الضرورية.
تطوير المساحات الخضراء
لقد صُممت الحدائق بعناية لتلبية احتياجات جميع فئات المجتمع، حيث توفر مسارات مريحة لكبار السن، وأماكن آمنة ومحببة للأطفال، مما جعلها جزءًا أساسيًا من أسلوب الحياة في العاصمة. كما تعكس هذه التحولات رؤية أمانة منطقة الرياض في جعل مشاريع التشجير وتطوير الحدائق العامة وحدائق الأحياء محورًا رئيسيًا ضمن منظومة متكاملة تهدف إلى تحسين المشهد الحضري والارتقاء بالخدمات البلدية بما يتناسب مع مكانة العاصمة ومكانتها.
أضحت مبادرات الأمانة نموذجًا رائدًا في تعزيز الشراكة المجتمعية، حيث قام الأهالي بالمشاركة في تصميم وتسمية حدائق أحيائهم، كما تم إطلاق برامج توعوية تعزز الوعي البيئي وتحفز زيادة الغطاء النباتي، مما يعكس تلاحم المدينة مع سكانها وتفاعلهم مع بيئتهم المحيطة. وبحسب منظمة الصحة العالمية، تُسهم المساحات الخضراء في المدن في تقليل التوتر بنسبة تصل إلى 30%، وتخفيف خطر الإصابة بمرض السكري بنسبة 27%، كما ترفع من معدلات النشاط البدني إلى أكثر من 40 دقيقة أسبوعيًا.
في إطار ذلك، يشير برنامج جودة الحياة 2030 إلى أهمية زيادة نصيب الفرد من المساحات الخضراء في العاصمة من 1.7 متر مربع إلى أكثر من 28 مترًا مربعًا كأحد المؤشرات الرئيسية لجودة الحياة. تهدف مبادرة الرياض الخضراء، التي تُعدُّ إحدى أكبر مشروعات المدن الخضراء في العالم، إلى زراعة أكثر من 7.5 مليون شجرة وإنشاء 3,331 حديقة جديدة داخل الأحياء، مما يسهم في رفع نسبة المساحات الخضراء إلى 9% من مساحة المدينة.
مع هذه الإنجازات، لا يزال سكان الرياض يتطلعون إلى مزيد من المساحات الخضراء لإكمال ملامح العاصمة التي تنبض بالحياة والجمال في كل أرجائها. فقد تحولت الحدائق إلى مقياس لإنسانية المدينة واهتمامها بسعادة وصحة سكانها. وبقيادة سمو أمين منطقة الرياض، وبدعم من القيادة الرشيدة، تواصل العاصمة تقدمها بخطى واثقة نحو مستقبل أكثر خضرة وازدهارًا.

تعليقات