شهدت الزراعة المصرية في الأعوام الأخيرة تحولاً ملحوظاً نحو إدخال محاصيل جديدة تحقق عائداً اقتصادياً مرتفعاً، ومن أهم هذه المحاصيل فاكهة الدوكو، التي تُعَدّ من الفواكه الاستوائية النادرة. تتميز هذه الفاكهة بشكلها الفريد حيث تنمو على أشجار قوية تشبه أشجار الماهوجني، وتظهر ثمارها في عناقيد صغيرة تشبه البطاطس، بينما يمتاز لبها الأبيض بمذاق يجمع بين طعم العنب والبوملي، مما يجعلها فاكهة ذات طعم شهي وسهولة في تناولها بفضل قشرتها الرقيقة. ورغم هذه الميزات الكبيرة، فإن انتشارها التجاري لا يزال محدودًا بسبب حساسيتها العالية وسرعة تغير لونها بعد القطف، مما يعمق من صعوبة نقلها لمسافات طويلة ويحد من توافرها في الأسواق المحلية والعالمية.
متطلبات زراعة الدوكو
تحتاج زراعة فاكهة الدوكو إلى ظروف بيئية ملائمة تتطلب درجات حرارة دافئة ورطوبة معتدلة، بالإضافة إلى تربة طينية خصبة جيدة التصريف. تفضل الأشجار النمو في أماكن تُعرض لأشعة الشمس بشكل جزئي للحفاظ على رطوبة التربة وضمان توازن النمو. يبدأ الإثمار بعد فترة تتراوح بين أربع إلى خمس عشرة سنة وفقاً لنوع الزراعة والرعاية المُقدمة. يتم حصاد الثمار يدوياً عند تحول لونها إلى الأصفر الذهبي، ويتم حفظها في أماكن باردة للحفاظ على نكهتها وقيمتها الغذائية. تشير تجارب بعض المزارعين المصريين إلى أن نجاح زراعتها في المناطق الجنوبية يمثل خطوة جديدة نحو تنويع الإنتاج الزراعي وتحقيق مكاسب اقتصادية مرتفعة، ويُعدّ هذا النجاح دليلاً على قدرة المزارع المصري على استيعاب محاصيل استوائية جديدة.
فاكهة الدوكو
تتميز فاكهة الدوكو بغناها بالعناصر الغذائية المفيدة، إذ تحتوي على مستويات مرتفعة من فيتامين سي الذي يعزز المناعة ويساعد الجسم في مقاومة الأمراض. كما تضم الفاكهة مضادات أكسدة تحمي الخلايا من التلف وتقليل خطر الإصابة بالأمراض المزمنة، بالإضافة إلى الألياف التي تحسن عملية الهضم ومعادن هامة مثل الكالسيوم والفوسفور الضرورية لصحة العظام. تُستخدم مستخلصات فاكهة الدوكو أيضاً في العناية بالبشرة وتحسين نضارتها. من الناحية الاقتصادية، تُعتبر زراعة الدوكو فرصة الواعدة لتصدير منتج عالي الجودة ضمن الفواكه الفاخرة، مما يسهم في دعم الاقتصاد الزراعي وزيادة العائد القومي من المحاصيل غير التقليدية، ما يجعلها استثمارًا مربحًا للمزارعين المصريين الباحثين عن مشاريع تعود عليهم بعوائد طويلة الأمد.
تعليقات