المخاطر الصحية للمياه في الزجاجات البلاستيكية
أبرز خبراء المخاطر الصحية المرتبطة بالمياه المعبأة في زجاجات بلاستيكية، مشيرين إلى أن التحلل التدريجي للبلاستيك يمكن أن يؤدي إلى تسرب جزيئات صغيرة تُعرف بالميكروبلاستيك إلى المياه. وقد أكدوا أن تاريخ الصلاحية المدون على الزجاجات يدل على متانة الزجاجة، وليس على جودة المياه، حيث يمكن أن تؤدي عملية التحلل بعد انتهاء هذا التاريخ إلى إطلاق الميكروبلاستيك الضار الذي يُعتبر مرتبطاً بأمراض عدة، منها سرطان الأمعاء والاضطرابات الدماغية ومشاكل مثل التوحد وفرط الحركة.
الإساءات البيئية المرتبطة بالمياه المعبأة
وفقًا لتأكيدات المجلس الوطني للترطيب الطبيعي، فإن المياه قد تبقى آمنة للشرب حتى بعد انتهاء تاريخ الصلاحية، لكن بعض الخبراء يحذرون من أن الجزيئات البلاستيكية الدقيقة قد تبدأ بالتسرب إلى المياه منذ لحظة تعبئتها، ومع مرور الوقت تتزايد هذه الجزيئات نتيجة لتآكل البلاستيك. وقد وُجدت هذه الجزيئات في أنسجة الرئة والمشيمة وحليب الأم والدم، مما يعكس مستوى متزايد من القلق بشأن آثارها الصحية.
وأكدت الدكتورة شيري ميسون، الباحثة المتخصصة في تلوث المياه العذبة بالبلاستيك، أن هذه الجزيئات تزيد من احتمالية الإصابة بأنواع معينة من السرطان والاضطرابات الصحية الأخرى، مشيرة إلى أن البلاستيك يُستخدم كوسيلة لنقل مواد كيميائية ضارة إلى أجسادنا. بينما أقرت الوكالة الأوروبية لسلامة الغذاء بأن معظم هذه الجزيئات تُخرج من الجسم، إلا أن منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة حذرت من أنها قد تدخل مجرى الدم وتراكم في الأعضاء الهامة.
في سياق متصل، كشفت دراسة حديثة أجرتها سارة ساجدي من جامعة كونكورديا أن الأشخاص الذين يستهلكون المياه المعبأة بانتظام يتعرضون لتناول حوالي 90 ألف جزيء من الميكروبلاستيك سنويًا، مقارنةً بمن يشربون مياه الصنبور، موضحة أن المخاطر الصحية الناجمة عن الزجاجات البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد تُعتبر “خطيرة”.
علاوة على ذلك، يمكن أن يؤثر استعمال الزجاجات البلاستيكية المنتهية فترة صلاحيتها على طعم ورائحة المياه نتيجة لتحلل مادة البولي إيثيلين تيرفثالات (PET). وتُسرع الظروف الحارة أو التعرض المباشر لأشعة الشمس من تدهور جودة المياه، حيث أن الزجاجات “تتنفس” مما يُتيح دخول جزيئات ملوثة إلى السوائل. كما أظهرت دراسة أسترالية أن الجزيئات البلاستيكية الدقيقة المستخدمة في تغليف المواد الغذائية يمكن أن تؤثر سلباً على الأمعاء، مما يزيد من المخاطر الناتجة مثل سرطان الأمعاء والاكتئاب، حيث أظهرت الدراسات وجود تغير في النشاط الميكروبي في الأمعاء الذي يمكن أن يرتبط بأمراض نفسية وسرطانية مسبقاً.
تعليقات