افتتحت محافظة الحناكية النسخة الثانية من مزاد الإبل في المدينة المنورة، حيث شهدت الفعالية مشاركة واسعة من ملاك الإبل والمستثمرين من داخل وخارج المنطقة. يستمر المزاد لمدة عشرة أيام خلال الفترة من 10 إلى 20 أكتوبر الجاري، وفقًا لوكالة الأنباء السعودية “واس”.
يمثل مزاد الإبل في المدينة المنورة ملتقى يجمع عشاق التراث والمستثمرين في قطاع الإبل، من خلال تقديم أنشطة ثقافية وترفيهية تعكس أهمية الإبل في الموروث الوطني. فضلاً عن دورها في دعم التنمية الاقتصادية وتعزيز السياحة التراثية. يتضمن الحدث مزادات يومية لعروض الإبل، بالإضافة إلى سوق خاص للأسر المنتجة ومشاركة فعالة من العيادات البيطرية والهيئات الحكومية التي تقدم خدماتها للزوار والمشاركين.
يأتي هذا الحدث ضمن جهود المنطقة للحفاظ على التراث الأصيل وتعزيز استمراريته التاريخية من خلال تنظيم فعالية شاملة تجمع بين الأنشطة الثقافية والاقتصادية والتراثية. كما يعكس المزاد الارتباط العميق بين الماضي العريق والحاضر الحديث، ويتميز موقعه الاستراتيجي على طريق المدينة المنورة – القصيم – حائل بكونه عامل جذب رئيسي لملاك الإبل والمهتمين بهذا القطاع الحيوي.
تربية الإبل في المملكة
تعد تربية الإبل في المملكة العربية السعودية من أقدم المهن التي مارسها السعوديون وورثتها الأجيال حتى اليوم. تاريخيًا، كانت هذه المهنة جزءًا لا يتجزأ من ثقافة حياة العديد من السكان. تُربى الإبل داخل المملكة في مجموعات سواء في البرية أو في مناطق مخصصة ومجهزة بأسوار، وذلك لأغراض التجارة أو للاستفادة من لحومها وحليبها ووبرها، مما يمنحها قيمة اقتصادية كبيرة. تعتبر الإبل رمزًا بارزًا في التراث الثقافي الوطني.
بحسب إحصائيات عام 1443هـ/2022م، يتجاوز عدد الإبل في السعودية 1.8 مليون رأس، موزعة على مختلف مناطق البلاد، ويمتلكها أكثر من 80 ألف شخص. كما يُستهلك منها حوالي 76 ألف طن من اللحوم سنويًا، بمعدل 2.2 كيلوجرام لكل فرد، وفقًا لبيانات وزارة البيئة والمياه والزراعة.
تطوير قطاع الإبل في المملكة
أنشأت وزارة البيئة والمياه والزراعة مركزًا متخصصًا في حماية الإبل من الأمراض ونواقلها، وذلك في إطار تطوير قطاع تربية الإبل بالمملكة. تم إنشاء مختبر الجينوم لتحليل النسب والشيفرات الوراثية للإبل. أطلقت الوزارة منصة إلكترونية تحت اسم “منصة أنعام” لحصر بيانات مربي الإبل، وقدمت خدمات بيطرية متعددة تشمل الوقاية، والإرشاد، والعلاج والتشخيص من خلال 180 عيادة بيطرية و12 مختبرًا متخصصًا لتشخيص الأمراض الحيوانية المختلفة. كما تقوم المحاجر البيطرية بفحص إرساليات الإبل للتأكد من خلوها من الأمراض.
يميز مشاريع الإبل في المملكة التحول من النشاط التقليدي إلى الصناعة الحديثة المستدامة التي تتماشى مع رؤية 2030. يعكس هذا التوجه التزامًا حكوميًا واضحًا بتعظيم الفائدة الاقتصادية والاجتماعية لهذا المجال، مما يجعله فرصة مثالية للاستثمار عالي العوائد وتحقيق نمو اقتصادي مستدام.
تعليقات