الموت يُفجع رياضة التوبي برحيل المدرب زكي المدلّي والمصوّر

القطيف: جمال أبو الرحي

تعرّضت القطيف أمس الخميس لفقدان أحد أبنائها الأحباء، السيد زكي علي هاشم المدلّي، الذي وافته المنية بصورة مفاجئة بعد ساعات من مشاركته في حفل زواج عائلة العصفور في مجلس التوبي، مما ترك أثرًا عميقًا في مجتمع القطيف.

دور زكي المدلي في المجتمع القطيفي

ولد الفقيد في قرية التوبي عام 1966م، وترعرع فيها، حيث اشتهر بحبه للعلم وحفظه للقرآن الكريم منذ صغره. وعلى الرغم من التحديات التي واجهته، والتي حالت دون استكمال دراسته بعد المرحلة الثانوية، إلا أنه انطلق في مسيرته المهنية مبكرًا بالانضمام لشركة الاتصالات السعودية، حيث عمل بها حتى تقاعده بعد سنوات طويلة.

شغف زكي بالتصوير

منذ شبابه، اشتهر السيد زكي بشغفه بتوثيق حياة القطيف من خلال التصوير؛ حيث جمع الآلاف من الصور التي توثق تاريخ المكان وأهله، من معالم مثل قلعة القطيف وحمّام أبو لوزة إلى ألعاب الطفولة التقليدية. عدسته أصبحت مرجعًا بصريًا يُظهر ذاكرة المكان.

قبل وفاته بساعتين، كان يبارك لعائلة العصفور

غير أن القدر لم يكن رحيمًا به، ففي عام 2002م تعرض منزله للسرقة أثناء سفره، حيث فقد أكثر من 8500 صورة نادرة تمثل جزءًا كبيرًا من إرثه الفوتوغرافي، مما أثر عليه كثيراً وجعله يتوقف عن التصوير لفترة طويلة.

في السنوات الأخيرة، انتقل ليكرّس طاقاته في المجال الرياضي، وأسّس أكاديمية “الرياضي المتألّق” لكرة القدم في بلدة التوبي، حيث كانت تستهدف الأطفال من سن الخامسة حتى سن الخامسة عشرة. والمثير أن الدورة الجديدة بدأت في ملعب الميادين مباشرة بعد وفاته، وكأن القدر شاء أن تكون بداية مسيرته الأخيرة بين هؤلاء الناشئين الذين عُرف بمد يد العون لهم وتعليمهم القيم الرياضية.

رأس نادي التوبي لفترة، بالإضافة إلى كونه نائب الرئيس في فترة رئاسة رضا القاسم لجمعية التنمية الأهلية بالتوبي، وكان أيضًا عضوًا في الجمعية العمومية للتوبي.

مع ابنه السيد عدنان

برحيله، فقدت القطيف شخصًا جمع بين حب الصورة ورياضة كرة القدم والأخلاق، وبين الذاكرة الإنسانية فيما يخص المجتمع.

رحم الله السيد زكي المدلي، وأسكنه فسيح جناته، وألهم أهله وأصدقائه ومحبيه الصبر والسلوان.

تتقدم صحيفة “صُبرة” بالتعزية إلى عائلته الكريمة وجميع محبيه وأبنائه اللاعبين وقرية التوبي.