ملف الموقوفين في أزمة: مطالب سورية مرتفعة تعرقل الحلول

زيارة وزير الخارجية السوري إلى لبنان: تعزيز العلاقات أم استعراض سياسي؟

نجحت السعودية في تنظيم زيارة لوزير الخارجية السوري أسعد الشيباني إلى بيروت بعد سلسلة من التهرّب والمماطلة من قبل الإدارة السورية الجديدة، حيث كانت الزيارة محصورة في إطار “العلاقات العامة”. التقى الشيباني برئيسَيْ الحكومة جوزيف عون ونواف سلام، إلى جانب وزير الخارجية يوسف رجّي، ولكن اللافت غياب رئيس مجلس النواب نبيه بري عن الاجتماعات، مما اعتُبر بمثابة رسالة استثنائية للطرف الشيعي في لبنان، مما أثار تساؤلات عن الأهداف الخفية للزيارة.

فتح صفحات جديدة بين لبنان وسوريا

جاءت زيارة الشيباني في وقت تواجه فيه العلاقات اللبنانية-السورية تجمدًا ملحوظًا مع مشاعر انزعاج متبادلة، بينما تسعى السعودية لاستعادة نفوذها في المنطقة وتوظيف التراجع الإيراني. ولم تنجح المبادرات اللبنانية السابقة في تحقيق التواصل المطلوب مع سوريا، ليقرر لبنان تعليق الزيارات الرسمية إلى دمشق. وعليه، فإن زيارة الشيباني تُعتبر الأولى لمسؤول حكومي سوري رفيع المستوى منذ ما يقارب العشرة أشهر.

على الرغم من الزيارة، تظل المطالب السورية الأساسية من لبنان محصورة في استلام السجناء السوريين في السجون اللبنانية بما في ذلك أفراد من تنظيمات إرهابية. بينما يمضي لبنان في مطالبة السلطات السورية بالتعاون لحل الأزمات المستمرة مثل قضايا النازحين والمعلومات المتعلقة بعمليات الاغتيال. تبقى الأمور معقدة، مع عدم قدرة الإدارة السورية على تلبية هذه المطالب بما يتوافق مع تطلعات لبنان. الاستجابة السورية، على عكس الموقف اللبناني، تركزت على تيسير عملية تبادل المعلومات، مما قد يؤدي إلى صراعات قانونية وسياسية في المستقبل.

مع تدخل السعودية، تم تنسيق زيارة الشيباني إلى لبنان، حيث تم توفير طائرة خاصة للفريق المرافق، الذي ضم عددًا من الوزراء وكبار الضباط. شهدت الزيارة توترًا ملحوظًا في مطار بيروت، حيث امتنع المرافقون السوريون عن اتباع إجراءات الأمن، مما استدعى تدخلًا من الأجهزة الأمنية اللبنانية. تكرار المشاكل الأمنية يشير إلى سوء تنظيم وفوضى تعم الإدارة السورية الجديدة، مما يثير علامات استهجان حول جدوى الزيارة. وفي النهاية، من المتوقع أن تكون هذه الزيارة مجرد خطوة رمزية في مسار العلاقات المعقدة بين البلدين، في إطار محاولات السعودية لضبط التوترات وتيسير التواصل.